جديد المعرفة الإنسانية

مرحبا بك عزيزي القارئ في مدونتك، مدونة " جديد المعرفة الإنسانية"، التي تعني بعرض الدراسات و الأبحاث العلمية المتخصصة في العلوم الإنسانية بفروعها، و ذلك بالجمع بين الأصالة و المعاصرة في تقديم المعلومات المهمة لصالح الإنسانية، حيث يسر المدونة نشر المقالات المتميزة للراغبين في المشاركة، كما ترحب بتفاعل الزوار من خلال طرح القضايا، المواضيع، الاستفسارات، لمناقشتها بأسلوب الحوار، لتكون بذلك المدونة منبرا لتبادل الثقافة و العلوم بأسلوب منفتح على البناء الفكري.

90× 728
random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...

شاركنا رأيك

تكنولوجيا المعلومات و الاتصال و رهاناتها في المجتمع


 

بحث حول:

          

               تكنولوجيا المعلومات و الاتصال و المجتمع

 

      -دراسة تحليلية في الأبعاد و الأثر و السلوك -

 

   خطة البحث

مقدمة.

الفصل الأول: ماهية تكنولوجيا المعلومات و الاتصال.

المبحث الأول: تعريف تكنولوجيا المعلومات و الاتصال.

المبحث الثاني: أنواع و تقنيات تكنولوجيا المعلومات و الاتصال.

المبحث الثالث: أهمية و خصائص تكنولوجيا الاعلام و الاتصال.

الفصل الثاني: تحديات و رهانات تكنولوجيا المعلومات و الاتصال في المجتمع.

المبحث الأول: الرهان الاقتصادي.

المبحث الثاني: الرهان السياسي.

المبحث الثالث: الرهان الثقافي.

خاتمة.

 

 

مقدمة:

عرف العالم في النصف الثاني من القرن العشرين تحولا غير مسبوق بفعل الثورة الحاصلة في مجال تكنولوجيات الاعلام والاتصال والتي لم تترك مجالا من مجالات الحياة الا واقتحمته بقوة ، وارغمتنا على التعامل معها كواقع لابد منه ، فلا مناص من ضرورة ايجاد السبل اللازمة والطرق الملائمة للتكييف مع هذا الواقع ومحاولة التموقع الجيد في خضم التحولات سريعة الايقاع التي تسببها في الاساس العولمة بمختلف اشكالها ،ويعتبر العامل الاساسي الذي سبب هذا التحول الجذري في مجتمعات اليوم الاكتشافات  المتتالية التي عرفها حقل الاعلام والاتصال فلا يكاد المرء يتكيف مع وسيلة ويفهم وظائفها الا واصطدم امام تقنية اخرى .

لقد اصبحت تكنولوجيات الاعلام والاتصال من اهم مقومات النهوض وتحقيق الازدهار في شتى الميادين فباتت عديد الدول تراهن على هذه التكنولوجيا في مختلف الانشطة واستغلالها بشكل يبقى حبيسة ثقافة التعامل مع هذه الوسائل وفهم وظائفها الخفية التي تمكنها من التكيف مع التغيرات الحاصلة والتموقع الجيد في ظل العولمة وتحولاتها متسارعة الوتيرة.

  لقد تعاظم في الوقت الحالي اعتماد اﻟﻤﺠتمع المنظم على التكنولوجيا بكل أنواعها، حتى أضحت ضرورة ملحة من ضروريات العصر، خاصة بالمقارنة مع دورها الفاعل في مختلف الميادين اجتماعية، اقتصادية، ثقافية، سياسية،...، وكلما زادت حاجة الإنسان والمؤسسات لهذه التكنولوجيا كلما زادت استمراريتها واستحداثها وبالتالي تطويرها، ومع تطور الوسائل الإلكترونية في اﻟﻤﺠتمعات الحديثة واستخدامها في المعالجة الرقمية للبيانات، زادت أهمية تكنولوجيات الإعلام والاتصال حتى صارت إلى ما هي عليه الآن، فتزايد بذلك تسابق المؤسسات على اختلافها من أجل مسايرة واقتناء أحدث ما توصل إليه التقدم في هذا اﻟﻤﺠال، باعتبار أن حيازة تكنولوجيا الإعلام والاتصال حاليا يمثل امتلاكا لقدرة تنافسية على الصعيد الدولي، وهو الحال الذي عرفه العمل السياسي في ظل هذه التكنولوجيات الذي استفاق على وجه جديد من الممارسة عكس الادوار التقليدية التي فرضتها ضعف البنية التكنولوجية ، فالرهان السياسي اليوم يعول عليه اكثر ديمقراطية من سابقه ، ليبقى رهان تكنولوجيات الاعلام والاتصال  تجاه سيرورة الموروث الثقافي بكل تجلياته من الدين واللغة والتاريخ من جيل إلى اخر ، وبين هاجس التطورات التكنولوجية التي استفاق عليها العالم الذي خولته وظائف شبيهة بالحربية لإضعاف المناعة الثقافية او ما يعرف بالغزو الثقافي الذي جندت فيه كافة الوسائل التي كانت وليدة التقدم التكنولوجي خاصة الاعلام الجديد، الذي نتج عن ذلك التزاوج بين الوسائط الإعلامية والشبكة العنكبوتية  التي حولت العالم إلى قرية كونية صغيرة الغيت فيها الحدود خاصة الزمانية والمكانية منها لفرض ثقافة استهلاكية تقصي التنوع فباتت صناعة يعول عليها وهو ما يعرف بالصناعات الثقافية اذن : ماهي الرهانات والتحديات التي تفرضها تكنولوجيات الاعلام والاتصال اقتصاديا وسياسيا وثقافيا؟


الفصل الأول: ماهية تكنولوجيات الإعلام و الاتصال.

شهدت الآونة الأخيرة تطورات سريعة وغير مسبوقة في كافة نواحي الحياة أبرز هذه التطورات والتي ميزت وقتنا الحالي، الديناميكية التي عرفها المجال التكنولوجي خاصة تلك المتعلقة بمعالجة المعلومات و بثها أو بما يعرف ب (تكنولوجيا الاتصال و المعلومات)، والاعتماد المتزايد و المكثف في استعمالها و توظيفها بقوة في معظم الأنشطة البشرية، والتي من المتوقع أن تفرض سيطرتها لعقود لاحقة. وتعد عملية استخدام تكنولوجيات الاتصال و الإعلام في المؤسسات الإعلامية من المتطلبات الحديثة لمجاراة التطورات الكبيرة في بنية العمل، لذلك أضحى من الواجب على إدارات هذه المؤسسات أن تعطي أهمية خاصة لتبني هذا المفهوم، كما يجب عليها أن تولد الاستعدادات لدى عامليها لتطبيقه، ولهذا عنون هذا الفصل بعلاقة استخدام تكنولوجيا الاتصال والمعلومات بالأداء الوظيفي حيث خصص المبحث الأول لماهية تكنولوجيات الاتصال و المعلومات و ما تقتضيه من (تعريف، أنواع و تقنيات، خصائص وأهمية).

المبحث الأول: تعريف تكنولوجيات المعلومات و الاتصال.

إن تكنولوجيا المعلومات و الاتصال من بين المفاهيم الجديدة التي ميزت العصر الحديث، حيث برزت وأثرت بشكل مباشر و سريع على مختلف مجالات الحياة.

ولم تحظ تكنولوجيا المعلومات و الاتصال كغيرها من المصطلحات الجديدة خاصة مع ظهور الاقتصاد الرقمي بتعريف واحد، بل تعددت هذه التعريفات و تنوعت تبعا لرؤية كل واحد لها ، لذا سندرج عدة تعريفات حتى تبرز لنا أوجه الاختلاف و الاتفاق بينها، حيث ذهب التعريف الأول إلى أن تكنولوجيات المعلومات  و الاتصال تشير إلى الوسائل المستعملة في الإنتاج، معالجة، تخزين، استرجاع، و إرسال المعلومة، سواء كانت في شكل كلامي ( صوتي) أو كتابي أو صورة(1).

أما التعريف الثاني فيعرف تكنولوجيا المعلومات و الاتصال على أنها استعمال التكنولوجيا الحديثة للقيام بالتقاط و معالجة، و تخزين واسترجاع، و إيصال المعلومات سواء في شكل معطيات رقمية، نص، صوت أو صورة(2).

و عرفها البعض على أنها تعد نتاجا مناسبا للتلاحم والتكامل بين كل من تكنولوجيا الحاسبات الآلية وتكنولوجيا الاتصال(3).

في حين عرفها آخرون على أنها جميع أنواع التكنولوجيا المستخدمة في شكل الكتروني، وتشمل تكنولوجيا الحاسبات الآلية ووسائل الاتصال وشبكات الربط و أجهزة الفاكس و غيرها من المعدات التي تستخدم بشدة

_______________________

(1)- محمد، فتحي عبد الهادي، "المعلومات وتكنولوجيات المعلومات على أعتاب قرن جديد"، القاهرة: مكتبة الدار العربية للكتاب، 2000، ص23.

(2)- جميلة، بدريسي، "تكنولوجيات المعلومات و أثرها على الشغل"، رسالة ماجيستر، معهد العلوم الاقتصادية، جامعة الجزائر، ماي 1994، ص5-6.

(3)- محمد، محمد الهادي، "نحو توظيف تكنولوجيا المعلومات لتطوير التعليم في مصر، أبحاث المؤتمر العالمي الثاني لنظم المعلومات و تكنولوجيا الحاسبات"، القاهرة: المكتبة الأكاديمية، 13-15 ديسمبر، 1994، ص 153.

في الاتصالات(1).

أما بسيوني حمادة فيرى أن تكنولوجيا المعلومات و الاتصال هما وجهان لعملة واحدة، على أساس ثورة تكنولوجيا الاتصال قد سارت على التوازي مع ثورة تكنولوجيا المعلومات التي كانت نتيجة لتفجر المعلومات وتضاعف النتاج الفكري في مختلف المجالات وظهور الحاجة إلى تحقيق أقصى سيطرة ممكنة على فيض المعلومات المتدفق و إتاحته للمهتمين و متخذي القرارات في أسرع وقت، و بأقل جهد عن طريق استحداث أساليب جديدة في تنظيم المعلومات تعتمد بالدرجة الأولى على الحاسبات الالكترونية، و استخدام تكنولوجيا الاتصال لمساندة مؤسسات المعلومات، ووضع خدمات لتصل القارات. (2)

و وفق تعريف اليونسكو فان تكنولوجيا المعلومات و الاتصال هي: مجالات المعرفة العلمية و التقنية والهندسية و الأساليب الإدارية المستخدمة في تناول المعلومات وتطبيقاتها، أنها تفاعل الحاسبات و الأجهزة مع الإنسان و مشاركتها في الأمور الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية(3).

كما نستنتج عنصرين هامين هما:

الأول: أن تكنولوجيا المعلومات و الاتصال هي حقل من حقول التكنولوجيا و التي تهتم بمعالجة المعلومات.

الثاني: التركيز على عمليات الاستقطاب، التخزين، و المعالجة (المعلوماتية)، وعملية البث (الاتصال).

و نفهم من خلال كل هذا أن تكنولوجيا المعلومات هي: تلك التكنولوجيا المتولدة نتيجة التقارب أو التلاحم التكنولوجي بين تكنولوجيا معالجة المعلومات (المعلوماتية) و تكنولوجيا الاتصال (أقمار صناعية، فاكس، هاتف، شبكات...الخ) بهدف جمع، تخزين، معالجة و بث المعلومات سواء أكانت في شكل صوتي، رموز، أشكال، رسوم، نصوص أو صور. و بهذا يمكن التعبير عن تكنولوجيا المعلومات و الاتصال بالمعادلة الآتية: تكنولوجيا المعلومات= الحاسوب + الاتصال.

و منه فإنه لا يمكن الفصل بين تكنولوجيا المعلومات و تكنولوجيا الاتصال، فقد جمع بينهما النظام الرقمي الذي تطورت إليه نظم الاتصال فترابطت شبكات الاتصال مع شبكات المعلومات حيث انتهى عهد استقلال نظم المعلومات عن نظم الاتصال.

لهذا نجد أن مصطلح تكنولوجيا المعلومات و الاتصال اقترن بهذه الأنواع من التكنولوجيا، فنجد مصطلح تكنولوجيا المعلومات (الإعلام) و الاتصال (TIC)، أو بمصطلح أخر يشير أكثر إلى الديناميكية التي يعرفها هذا القطاع من ابتكارات وذلك للدلالة أكثر على طبيعة هذه التكنولوجيا المتجددة و المتطورة.

المبحث الثاني: أنواع وتقنيات تكنولوجيات المعلومات و الاتصال.

لقد شهد العالم في السنوات الأخيرة تطورا مذهلا في وسائل و تكنولوجيا المعلومات و الاتصال، وأصبح من الصعب متابعة المخترعات الجديدة في هذا المجال. حيث تطور الهاتف إلى التيلكس، و الفيديو إلى ____________________

(1)- سعاد بومايلة، فارس بوباكور، "أثر تكنولوجيات الحديثة للإعلام و الاتصال في المؤسسة الاقتصادية"، مجلة الاقتصاد، العدد03، مارس 2004، ص205.

(2)-  فضيل ،دليو، "وسائل الاتصال و تكنولوجياته"، الجزائر: منشورات جامعة منتوري،  [د.س.ن]، ص 147.

(3)- محمد، منير حجاب، الموسوعة الإعلامية، ج2، القاهرة: دار الفجر للنشر و التوزيع، 2003، ص 805.

 

الفديوتكس، ودخلنا عصر الأقمار الصناعية و عصر الانترنت و البريد الالكتروني، و لا يزال التطور مستمرا في مجال تكنولوجيا الاتصالات بشكل جعل العالم قرية صغيرة حسب ما ذهب إليه ماكلوهان.

و من خلال كل التعريفات التي قمنا بتقديمها في المطلب السابق، يمكننا أن نقف عند مختلف تقنيات و أنواع تكنولوجيات المعلومات و الاتصال:

الفرع الأول: التلكس(Télex).(1)

التلكس هو نظام لنقل الرسائل باستخدام جهاز يسمى المبرقة و قد كانت المبرقة أول جهاز تم استخدامه في إرسال بالكهرباء. ومعظم رسائل البرق كان يتم إرسالها في وقت من الأوقات بتخصيص شفرة معينة لكل حرف عن طريق مفتاح المبرقة ثم تقوم المبرقة بتحويل النقط (...) الخاصة بالشفرة إلى نبضات كهربائية وإرسالها عبر أسلاك البرق. و تعرف الشفرة الخاصة بالمبرقة ( شفرة مورس).

في أواخر القرن ظهرت الوسائل و المعدات التي يتم استخدامها في شكل مطبوع بدلا من إشارة ( مورس) وفي بداية الفرن العشرين بدا استخدام وسائل إرسال واستقبال الرسائل بواسطة الشرائط المثقبة. وفي العشرينات من القرن العشرين تم استخدام الطابعات عن بعد ( التلبنتر) التي بإمكانها إرسال نبضات كهربائية مباشرة عبر خطوط البرق  إلى مبرقة أخرى على الطرف الأخر من الخط. ولقد ساهم التلكس في نقل الرسائل و الأنباء الصحفية وكان لأعوام كثيرة هو العصب الرئيسي للتجارة و أعمال الحكومة و الأعمال الحربية. وعندما صارت خدمة الهاتف في متناول الأفراد و المؤسسات تم الاستغناء عن خدمات التلكس لحد كبير، و استبدال التلكس بمعدات اتصال أخرى أسرع و لها القدرة على التعامل مع أنواع مختلفة من الرسائل و المعلومات.

الفرع الثاني: التليتكس( Télétex). (2)

يعد نظام تبادل النصوص عن بعد أو ما يسمى بالتليتكس حالة متقدمة على نظام المبرقة أو التلكس و تطويرا لها، حيث أن التليتكس يجمع بين عمل التلكس الاعتيادي وعمل نظام معالجة النصوص، الذي يعمل بواسطة الآلة الكاتبة الالكترونية و الشاشة المرئية المثبتة فيها، مع وجود إمكانية لخزن المعلومات المطبوعة.و بذلك يمكن إعداد نص كامل من المعلومات بواسطة الآلة الكاتبة، ثم قراءته على الشاشة و تعديله قبل إرساله إلى المستقبل أو الجهات المعنية في أي وقت لاحق، و هذا يعني أن تبادل الرسائل و المعلومات يكون الكترونيا من وحدة الذاكرة(Mémoire) إلى وحدة ذاكرة ثانية أو أكثر و عبر شبكة اتصالات.

ويعمل التليتكس بجهازين( واحد للإرسال، واحد  للاستقبال) محدودة القدرة، أي أنها ترسل 6-7 حروف في الثانية، مع إمكانية الطباعة على الورق العادي، ورقة ورقة ، حيث يمكن نقل 2400 وحدة في الثانية أي 50 مرة نظريا من التلكس، ويتميز التليتكس على التلكس فيما يلي:

1. سرعة تناقل المعلومات و التراسل، وهذه السرعة تعادل ما يقارب 50 مرة سرعة التلكس العادي.

____________________

(1)-  ربحي، مصطفى عليان، و محمد، عبد الدبس ، وسائل الاتصال و تكنولوجيا التعليم، الأردن: دار الصفاء، 1999، ص106.

(2)- المرجع نفسه، ص111.

 

2. كمية اكبر من الحروف و الرموز المستخدمة في نظام التليتكس بمعدل( 307) حرف أو رمز مقارنة مع 47 حرفا أو رمزا في نظام التلكس.

3. يكون إرسال المعلومات في نظام التليتكس بشكل صفحة متكاملة، و هذا أفضل من نظام الكلمات و الجمل الممغنطة في نظام التلكس.

4. يمكن إرسال الرسالة أو النص المطلوب إلى عدة محطات أو مستفيدين من نظام التلتكس و في وقت واحد.

5. يوفر نظام التليتكس تبادلا محليا و إقليميا و دوليا للمعلومات أسرع و أفضل من نظام التلتكس.

و بشكل عام يمكن استخدام التليتكس في المجالات الآتية:

- المراسلات: مثل المذكرات و التقارير و الرسائل العامة أو المخصصة في مجال معين.

- الشؤون الإدارية: مثل وثائق الموظفين، اعتماد النماذج و الطلبيات.

- الشؤون المالية: كالحسابات الجارية، و قوائم الأسعار، و تسجيل المبيعات و الصفقات.

مجالات أخرى: مثل الإعلانات التجارية، القوائم التفصيلية(Catalogues) للمؤسسات و المعلومات المرجعية.

الفرع الثالث: الهاتف و خطوطه (Téléphone) (1)

يعد الهاتف من أهم وسائل الاتصال الصوتي ومن أقدمها و أكثرها انتشارا بين الناس، لدرجة أن تجد بيتا أو مؤسسة لا تمتلك خطا هاتفيا و خاصة في المجتمعات الغنية و المتقدمة، والهاتف ليس أداة للتواصل بين الإفراد و الجماعات، و لكنها أداة تلعب دورها في الإنتاجية و التسويق و إيصال الخدمات للكثير من المؤسسات، وينظر إليه كقناة اتصال غير مباشر بين الراسل و المستقبل عند مزاولة عملية الاتصال، وقد تطور الهاتف في حجمه و شكله و مزاياه و إمكاناته عدة مرات، و أصبحت هناك شبكات هاتفية من احدث الابتكارات في عالم الاتصالات الهاتفية الهاتف الصوري (photophone) أو الهاتف الفيديو (vidéophone) الذي يستطيع نقل الصورة مع الصوت بسرعة هائلة، والجهاز مزود بذاكرة تؤهله لخزن الصور و استرجاعها عند الحاجة ومشاهدتها على الشاشة أو طباعتها على الورق و ينتشر حاليا الهاتف النقال بشكل واسع بين الناس.

ويستخدم الهاتف كوسيلة اتصال بالهواتف الأخرى المنتشرة جغرافيا بطريقتين أساسيتين:

1- طريقة الاتصال المباشر: من المتحدث على الهاتف (ا) إلى متحدث أخر عل الهاتف (ب).

2- طريقة الاتصال غير المباشر: و ذلك عن طريق ربط الخط الهاتفي مع وسيلة أخرى من وسائل الاتصال ونقل المعلومات مثل التلكس و الحواسيب و غيرها.

أ- الاتصال السلكي: أي عبر الأسلاك الموصلة بين الهواتف المختلفة، وعبر محطات مركزية تنتشر في المدينة آو المؤسسة.

ب- الاتصال اللاسلكي: أي دون الحاجة إلى وجود أسلاك و عن طريق البث و التوصيل للأمواج الدقيقة الأرضية آو الاتصالات الفضائية عبر الأقمار الصناعية.

_____________________

(1)-  ربحي مصطفى عليان، محمد عبد الدبس، المرجع السابق، ص 114.

 

 

وهناك طريقتان تستخدمان لنقل الكم الهائل من المعلومات بين الهواتف:

1) طريقة استخدام الكابل (câble) : الذي يستخدم عددا من الأسلاك النحاسية عالية التحميل، اي القادرة على نقل كميات هائلة من الرسائل و المعلومات، وتستخدم كذلك في نقل المعلومات بين الحواسيب و يستخدم في نقل المعلومات و الصور و البرامج التلفزيونية.

2) أما الميكروويف (Microwave) آو الموجات الدقيقة ، فهي وسيلة أخرى مهمة  لنقل المعلومات بين المناطق الجغرافية المتباعدة، وهو نوع من الاتصالات اللاسلكية الأرضية التي تتم عن طريق هوائيات وأبراج توضع في منا طق مرتفعة، مسافة 50 كلم بين كل هوائي و أخر.

و يمكن استخدام الميكروويف لنقل البيانات و المعلومات الصوتية ( الهاتفية) و المكتوبة ( عبر الحواسيب) والمرئية ( عبر التلفزيون) ، ومع التطورات التي تشهدها وسائل و تكنولوجيا الاتصال، أخذت الاتصالات الهاتفية تتحول إلى نظام جديد هو ( النظام الرقمي) ، و يعمل نظام الاتصالات الرقمي عن طريق ترجمة موجات البث الالكتروني إلى جزيئات تفصل بينهما مسافات، وهذه الجزيئات هي نتاج الأرقام الثنائية .

ويعتبر هذا النوع من الأنظمة ( الرقمي) أكثر دقة و فعالية و يمكن الاعتماد عليه أكثر من وسائل الاتصال التقليدية، وهو مناسب لمختلف أنواع الاتصالات الصوتية و الفيديو و الصور اللاسلكية و الموجات الدقيقة والأقمار الصناعية، وهو أكثر ملائمة للاتصال مع الحواسيب، بالإضافة إلى انه يعطي نوعية أفضل بالنسبة للصوت و الصورة المنقولة.

الفرع الخامس: الفاكس ( الناسخ الهاتفي).(1)

الفاكس عبارة  عن جهاز يقوم ببث الرسائل و النصوص و الصور و الوثائق المكتوبة عبر خطوط الهاتف العادي، ولهذا فهو يشبه آلة التصوير الصغيرة، غير أنها مزودة بهاتف آو متصلة به و لإرسال الوثيقة آو الرسالة بالفاكس، ما على المرسل إلا أن يضعها في الجهاز ثم يدير رقم الصفحة المرسلة إلى مجموعة من الإشارات الكهربائية الرقمية التي تنتقل عبر خط الهاتف إلى جهاز فاكس المستقبل.

فالفاكس إذن عبارة عن تقنية اتصال حديثة تشمل على:

1. جهاز استنساخ الكتروني صغير مرتبط بخط هاتفي.

2. جهاز هاتف مرتبط بخط هاتفي.

ويمكن تحديد أهم مميزات و خصائص الفاكس على النحو التالي:

- أجهزة الفاكس سهلة الاستخدام و لا تحتاج إلى خبرة أو فن متخصص.

- رخيص الثمن و يمكن للأفراد شرائه.

 

______________________

 (1)-  مفتاح، محمد دياب، "معجم  مصطلحات نظم و تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات"، القاهرة: الدار الدولية للنشر، 1995، ص 65- 67.

 

- لا يحتاج إلى متطلبات كثيرة، فخطوط الهاتف متوافرة في كل مكان.

- مناسب جدا لتقل الوثائق و الرسائل المالية و القانونية وكافة المطبوعات.

- من الصعب إرسال الوثائق عبر وسائل أخرى غير الفاكس بنفس السرعة والدقة و التكلفة.

- يمكن إرسال الرسائل و الوثائق إلى عدة جهات في نفس الوقت.

ومن خلال تقديمنا لكل هذه التقنيات المعلوماتية سوف نقوم بتقديم نوع آخر من تقنيات و أنواع تكنولوجيات الاتصال و المعلومات و التي يمكننا تقسيمها إلى أربعة أقسام كالآتي:

1- تقنيات المعالجة ( الحواسيب والبرامج).

2- تقنيات التخزين و الاسترجاع.

3- تقنيات الاتصالات( وسائل وشبكات الاتصال).

4-  شبكة الانترنت.

 

1- تقنيات المعالجة ( الحواسيب و البرامج): (1)

يقصد بتقنيات المعالجة مختلف الوسائل و الآلات التي تسمح بمعالجة المعلومات و البيانات ومن تقنياتها نجد:

أ-الحاسوب:computers

الحاسوب هو جهاز يتكون من معدات الكترونية غالبا و أخرى الكتروميكانكية، له القدرة على انجاز أعمال كثرة كالحاسبات و معالجة النصوص و طباعتها و تخزين المعلومات و تبادلها، و ذلك بواسطة أجهزة خاصة تجمع

تحت اسم المعدات(hardware( و برامج مختلفة تجمع تحت اسم البرمجيات ( software) وتتشكل أهم المعدات الآلية للحاسوب من:

أ- المعالج الآلي أو وحدة المعالجة (( processeur : والذي يعتبر مع الحاسوب حيث يقوم بالعمليات الحسابية و المنطقية و مراقبة جميع عمليات التحويل بين الوحدات الأخرى.

ب- الذاكرة ( mémoire): وهي وحدة تخزين مؤقتة للمعلومات أو بما يسمى ( circuits intégré).

ج-  وحدات الإدخال و الإخراج: و هي أجهزة تلعب دور الوسيط بين الحاسوب و الأجهزة المحيطة، حيث تقوم بتسيير تبادل المعلومات بين أجهزة الإدخال و الوحدات الداخلية للحاسوب، و نجد منها : بطاقات التحكم carte contrôleur)) و الروابط ( connecteurs).

د- الأجهزة المحيطة و اللواحق ( périphérique): و هي جميع الأجهزة التي يتم ربطها بالحاسوب (الوحدة المركزية) و ذلك لإدخال المعلومات و إخراجها، ونجد منها: لوحة المفاتيح، الفارة، الشاشة، الطابعة، و كذا الماسح الضوئي ( scanner).

___________________

 (1)- حديبي فضيلة، باندو سعيدة،" استخدام الانترنت من طرف الأساتذة الباحثين في الإعلام الآلي و الإلكترونيك والرياضيات، جامعة هواري بومدين" مذكرة لنيل شهادة الليسانس غير منشورة، جامعة الجزائر02، 2009 م، ص75-76.

 

ه- الأجهزة المحيطة و اللواحق ( périphérique): و هي جميع الأجهزة التي يتم ربطها بالحاسوب (الوحدة المركزية) و ذلك لإدخال المعلومات و إخراجها، ونجد منها: لوحة المفاتيح، الفارة، الشاشة، الطابعة، وكذا الماسح الضوئي ( scanner).

و توجد اليوم منافسة بين شركات الكمبيوتر العملاقة لترويج النوعية الجديدة من الحاسبات التي ترى المستقبل في كمبيوتر الشبكة ( Network computer).

و- البرمجيات ( software/ hardware):

تضم البرمجيات عدة أنواع من البرامج أو التطبيقات ( Application) التي تمكن الحاسوب من أداء الأعمال التي تطلبها منه و يحتوي البرنامج على مجموعة تعليمات ومن بين هذه التطبيقات نجد:

ن- التطبيقات القاعدية ( Logiciel de base): وهي تضم كل البرامج المشغلة للآلة، وهي برامج أنشئت خصيصا لتنظيم سير المكونات الآلية للحاسوب، فهي التي تقوم بتفسير الأوامر من المستعمل، و تحويلها إلى إشارات تشغل بها المعدات، وتكون كل البرامج على اسم نظام التشغيل ( système d’exploitation) ومن أمثلته نجد: نظام ميكروسوفت دوس ( MS- DOS).

ي- التطبيقات العامة: (1)

وهي جميع البرامج التي يستعملها الإنسان لإنجاز عمل معين بواسطة  الحاسوب ككتابة نص أو إنشاء برامج أو

إعداد جداول...الخ ومن بين أصناف التطبيقات الأكثر استعمالا نجد: معالجة النصوص ( Traitement de texte) مثل Word، معالجة الجداول( Tableau)، لغة البرمجة وهي تسمح بإعداد برامج أخرى وأهم هذه اللغات نجد ( pascal).

س- التطبيقات المفيدة:

وهي جميع التطبيقات العلمية وكذا التطبيقات المعدة لأغراض تعليمية، وقد تطور علم البرمجة عما كان عليه في العقد الماضي، حيث يتم اليوم استخدام برامج الرياضيات و برامج الاستعمالات العامة من قبل الطلاب بسهولة، كما يستطيع أصحاب الخبرات القليلة التعامل مع هذه البرامج و الاستفادة منها.

2- تقنيات التخزين والاسترجاع: (2)

تسمى في لغة المعلوماتية بأجهزة التخزين ( mémoire de masses) و تعتبر إحدى المعدات التي تشكل الذاكرة الخارجية للحاسوب، وهي ذات سعة كبيرة بالنسبة للذاكرة المركزية، حيث تستعمل في تخزين المعلومات و البرامج في شكل ملفات، و تسمى هذه الأجهزة في مجال الإعلام والاتصال بالأوعية الالكترونية الرقمية أو المصادر الالكترونية و تتمثل هذه الأجهزة في :

أ- الأشرطة و الأقراص الممغنطة:

____________________

(1)- عبد الهادي، محمد فتحي، "مدخل إلى علم المعلومات"، الرياض: دار المريخ، 1985، ص 63.

(2)- الهجرسي، سعد، "المكتبات و بنوك المعلومات في مجمع الخالدين"، القاهرة: البث العربي للمعلومات، 1985، ص 85.


بالنسبة للأشرطة الممغنطة فهي شبيهة في صنعها بأجهزة التسجيل الصوتية غير أنها تعمل بالحقل المغناطيسي، أما الأقراص الممغنطة فهي عبارة عن أطباق من الأقراص المعدنية من الجهتين و المثبتة على ركيزة عمودية تدور حول نفسها بسرعة 3000 دورة في الدقيقة، و يوجد نوعان من الأقراص الممغنطة المستخدمة عموما في الحاسبات الشخصية وهما :

- الأقراص الصلبة/ آو الثابتة ( Disque durs).

- الأقراص المنقولة ( الاسطوانات).

ب- الأقراص المضغوطة:

تعتبر الأقراص المضغوطة وسيلة جديدة لتخزين المعلومات، وتمتاز ببطاقة تخزين كبيرة مقارنة بالاسطوانات العادية، بالإضافة إلى نوعية التخزين من خلال تنوع المعلومات ( بيانات، صور، صوت) كما تصل صلاحيتها إلى 15 سنة و توجد مجموعة متعددة من الأقراص المضغوطة تختلف باختلاف استعمالاتها ومن أهما نجد :

1- أقراص مضغوطة تفاعلية ( compact disk interactif):

وهي أقراص تمكن المستعمل من التفاعل من محتواها عن طريق السؤال و الجواب، وهي المستعملة بكثرة في تطبيقات الإعلام المتعدد ( Multimédia).

2- أقراص الفيديو الرقمية ( DVD- Digital vidéo disk):

وهي أقراص ذات سعة اكبر من الأقراص الأخرى ( حوالي 4 جيفا بيت) و تستعمل بكثرة لتخزين الأفلام.

3- الأقراص المضغوطة القابلة للتسجيل ( CD Recodable) :

وهي أقراص فارغة صنعت خصيصا لتخزين البرامج و توزيعها، وذلك باستعمال وحدات.

4- الأقراص المضغوطة القابلة لإعادة التسجيل:

هذا النوع من الأقراص مختلف عن سابقه من حيث المادة المستعملة لصنعه، حيث لا يمكن التسجيل عليه عدة مرات.

5- الأقراص المضغوطة للقراءة فقط :

وهي الأقراص الأكثر استعمالا، فهي تحتوي على كل أنواع المعلومات ( بيانات، صور، صوت) و لقراءة محتواها لابد من تزويد الحاسب بوحدة قراءة الأقراص المضغوطة.

3- تقنيات الاتصالات: (1)

ومن أنوع تكنولوجيا الاتصال و المعلومات نجد تقنيات الاتصالات التي تعتبر حلقة الوصل بين نقطتين آو أكثر و ذلك باستخدام ما يسمى تقنيات المعلومات.

يقصد بتقنيات الاتصالات ذلك الجزء من التقنية الذي يربط بوسائل الاتصالات السلكية و اللاسلكية بين نقطة وأخرى ، وتقنية الاتصالات أقدم من تقنية الحاسوب، وقد حصل التلاحم بين هاتين التقنيتين عندما ظهرت

_____________________

(1)- حمدي، قنديل، "اتصالات الفضاء"، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1985، ص 41.

 

 

الحاجة إلى استخدام شبكات الاتصالات لربط النهاية الطرفية بالحاسوب أو ربط الحواسيب يبعضها البعض ومن بين وسائل الاتصال ( الحوامل) نجد :

1-   الكابلات ( Câbles) :

يعد الكابل احد الوسائط التي تستخدم في عملية نقل الرسائل و المعلومات الصوتية و المرئية، وقد بدأت خدمة الاتصال الكابلي في الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر الأربعينات لتحسين الخدمة التلفزيونية في المناطق المنعزلة ، ثم بدأت شركات الكابل في تقديم برامج تلفزيونية من إنتاجها، وتتيح نظم الكابل الحديثة تحقيق الاتصال بالأساليب مختلفة مما يزيد من فعالية الاتصال و يسمح للمشتركين باختيار بدائل كثيرة من القنوات التلفزيونية.

2- الأقمار الصناعية ( Satellites): (1)

الأقمار الصناعية عبارة عن استخدام خاص للاتصال عن طريق وصلات الميكروويف ذات الترددات العالية جدا حيث يتم وضع خطة تقوية ميكروويف.

القمر الصناعي عبارة عن محطة صغيرة في جسم متحرك من الفضاء ويعمل بواسطة الموجات الدقيقة و تقوم محطة القمر الصناعي الموجودة في الفضاء باستقبال و إعادة إرسال تلك الموجات الدقيقة التي تحمل معلومات من الأرض عبر المحطات الأرضية الموزعة في منا طق المشتركين.

3- خدمات الاتصال: (2)

ويقصد بها الخدمات الجديدة التي نتجت عن تزاوج تقنيات الاتصالات كالهاتف و الأقمار الصناعية مع تقنيات الحاسوب و المعالجة الآلية، ومن بين خدمات الاتصال نجد :

- خدمة المؤتمرات عن بعد ( Télé Conférence) :

تعتبر المؤتمرات عن بعد وسيلة حديثة تستخدم الاتصال الالكتروني بين ثلاثة أشخاص أو أكثر، حيث لا يحتاج المشاركون إلى الاجتماع وجها لوجه لتحقيق أهداف الاجتماع، وتختلف المؤتمرات عن بعد من حيث أشكالها وأهدافها ابتداء من المقابلات إلى شكل الندوات الكبيرة التي تتضمن تبادل الأوراق و الرسوم و البيانات بين المجتمعين، وتتخذ المؤتمرات عن بعد أربعة أشكال متمايزة :

- مؤتمرات تستخدم الحاسوب.

- مؤتمرات تعتمد على الصوت.

-  مؤتمرات الفيديو حيث تشمل على نقل الصوت و الصورة و اللون مما يتيح الاستماع و المشاهدة.

ونفهم من هذا، أن تكنولوجيا عقد المؤتمرات عن بعد تساعد على إنجاز الأعمال عبر مسافات بعيدة مما يسمح بتقليل الحاجة إلى السفر، و توفير الجهد، الوقت و المال و جميعها عناصر أساسية في هذا العصر ألمعلوماتي.

________________________

 (1)- حسن، عماد مكاوي، "تكنولوجيا الاتصال الحديثة في المعلومات في عصر المعلومات"، ط5، القاهرة، [د.د.ن]، 2009م، ص 99.

(2)- راسم، محمد جمال، "الأقمار الصناعية ووظائفها الاتصالية ( مقدمة في وسائل الاتصال)" ط 1، جدة : مكتبة الصباح، 1989، ص

 

4- شبكة الانترنت : (1)

قبل التطرق إلى مفهوم شبكة الانترنت لابد لنا من إبراز ماهية الشبكات، حيث تعرف الشبكات ( Les réseaux )على أنها مجموعة مواد، و معدات متصلة ببعضها البعض. ويقصد أيضا بالشبكة على أنها مجموعة من أجهزة الكمبيوتر ( اثنين أو أكثر) و المعدات الملحقة المتصلة ببعضها بواسطة كابلات أو بأي وسيلة أخرى و تستخدم برمجيات للمشاركة في المعدات مثل الطابعات و مشغلات الأقراص.

وهناك أنواع عديدة من شبكات الحواسيب ومن أهمها نجد :

- الشبكات المحلية

- الشبكات الواسعة

1- شبكة الانترنت ( شبكة الشبكات) :

تعد شبكة الانترنت إحدى أهم انجازات تكنولوجيا شبكات الكمبيوتر في عالمنا المعاصر، وربما هي أكثرها قوة فقد بات بإمكان أي شخص استخدام الانترنت التي لا تحتاج إلى شفرات أو أجهزة كمبيوتر خاصة، بالإضافة إلى إمكانية الدخول عليها من أي مكان في العالم، وتعتبر الانترنت حاليا شريان التواصل بين الشعوب وكذلك مركزا ثقافيا شاملا لكل الأعمار ولمختلف التخصصات العلمية لما تمتاز به من وفرة في المعلومات و هذا في مختلف الميادين.

لقد وردت العديد من التعاريف التي تخص الانترنت كونه مصطلح جديد في الساحة العلمية مما أدى إلى جلب اهتمام المختصين في هذا المجال، ومن بين التعاريف يمكن إدراج ما يلي : الانترنت هي جزء من ثورة الاتصالات. ويعرفها البعض على أنها شبكة الشبكات.

أما بوب نورتن (Bob Northen) و كاتي سميث ( Katy Smith) فيعرفان الانترنت على أنها : كلمة انجليزية مختزلة لعبارة ( interconnection of network) وهي تتجزأ إلى كلمتين : interconnection وتعني الربط بين عنصرين أو شيئين، و Network تعني الشبكة في الأجهزة الحاسبة و ملحقاتها و البرمجيات المتطورة، و التي أدت إلى تحكم أكثر في المعلومات من حيث التجميع و المعالجة والتخزين .   

ومن خلال كل هذا نفهم بأن الأنترنت هي شبكة رقمية لتبادل الخدمات مثل الشبكات الهاتفية، وهي شبكة الشبكات التي تساعد كل الأفراد بما فيهم العاملين في مختلف مؤسسات المجتمع ، وبالفعل أفرزت شبكة الانترنت ثورة حقيقية في نقل المعلومات و تخزينها.

2- نبذة تاريخية عن تطور الانترنت : (2)

________________________

(1)-  ستيفن، لاكس، ترجمة: دار النشر للجامعات،  "الإعلام و تكنولوجيا الاتصال" ،القاهرة : دار النشر للجامعات، 2013، ص 217- 218.

(2)- عامر إبراهيم قندلجي،  فاضل السامرائي، "تكنولوجيا المعلومات و تطبيقاتها" ، الأردن: دار الوراق للنشر و التوزيع، 2009، ص 484.

 

 

 

 

نشأت الفكرة الأساسية للانترنت و المتمثلة في ربط مجموعة من أجهزة الكمبيوتر مع بعضها في شبكة واحدة على يد القوات المسلحة الأمريكية في عام 1960م عندما قامت بعملية وصل أجهزة الكمبيوتر العسكرية المنتشرة عبر الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق شبكة اتصال أطلق عليها اسم ( ARPANET) في عمل شبكة أخرى عام 1985م ، و قد سميت هذه الشبكة باسم ( NSFNET) وقد كان الهدف من وراء إنشاء هذه الشبكة هو تسهيل عملية الاتصال بين الجامعات و المدارس و انتقال المعلومات فيما بينها، ولكن بسبب كثرة المعلومات على هذه الشبكة و الضغط الكبير عليها لم يعد باستطاعتها تحمل الاتصال كما كان في بدايتها، مما استدعى ضرورة تطويرها من قبل المؤسسة الوطنية للعلوم الأمريكية وبهذا سميت هذه الشبكة فيما بعد INTERNET  . ومع بداية التسعينات من القرن 20م تم إنشاء شبكة عالمية ضمن الانترنت و عرفت باسم الشبكة العالمية الموسعة ( WORLD WIDE WEB)، وهي تختصر بالأحرف WWW و التي تكتب في العنوان الرئيسي لأي صفحة، ويبدأ هذا العنوان بالأحرف: HTPP وهي اختصار للجملة       HYPERTEX Transfer Protocol.

و أنشئت هذه الشبكة العالمية الواسعة في أوروبا ، وكان الغرض الأساسي منها هو خدمة العلماء و الباحثين وتسهيل الحصول على المعلومات وسهولة الاتصال، وبعد ذلك أخذت هذه الشبكة في الاتساع و أشئت عليها ملايين المواقع حتى وصلت للشكل الذي نعرفه الآن.

3- مزايا الانترنت: وتتمثل أهم مزاياها في: (1)

- الانترنت مفتوحة ماديا ومعنويا : بإمكان أي شبكة فرعية ا و محلية تنشا في العالم أن ترتبط بشبكة الانترنت وتصبح جزء منها دون قيود أو شروط سواء من حيث الموقع الجغرافي أو التوجه السياسي أو الديني.

- الانترنت عملاقة و متنامية: حققت الانترنت ما لم تحققه أية تقنية سابقة في تاريخ الإنسانية فقد حطمت الانترنت حواجز الإحصائيات جميعها ، فقد احتاجت الانترنت إلى 4 سنوات للانتشار.

- الانترنت عشوائية: بسبب طبيعة الانترنت وتطورها، فان المعلومات موجودة عليها بشكل عشوائي متناثر،

ولذلك قامت جهات غير ربحية وأخرى تجارية بهدف إنشاء و تطوير برامج تقوم بالبحث عن المعلومة التي يطلبها المستخدم، ومن القضايا الشائكة هي أن الشبكة غير محكومة قانونيا و لا أخلاقيا .

- الانترنت جماهيرية : لا توجد وسيلة حاليا تضاهي شعبية الانترنت ، فهي وسيلة جماهيرية و ليست مقصورة على فئة معينة، وعن طريقها امتلك المستخدم  العادي قوة كبيرة.

- الانترنت متطورة باستمرار: أصبحت شبكة الانترنت حديث العالم اجمع، لأنها الوسيلة التي أحدثت تطورا بالغا في مفهوم صناعة المعلومات إذ حولت العالم إلى شاشة صغيرة.

______________________

 (1)- عامر إبراهيم قندلجي،  فاضل السامرائي ، المرجع السابق، ص 48.

 

 

 

ونفهم من خلال هذا أن للانترنت عدة سمات تميزها عن باقي التكنولوجيات الحديثة حيث أصبحت من الوسائل الأكثر جماهيرية في العالم.

4- خدمات الانترنت(1):

وتتمثل أهم خدماتها في:

أ- البريد الالكتروني ( Email): تعد خدمة البريد الالكتروني من أكثر الخدمات شيوعا على الانترنت، فهو عبارة عن إرسال رسائل على مدار 24 ساعة وكذا ملفات النصوص أو ملفات الصوت، الصورة والرسومات، وهو وسيلة اتصال اقل تكلفة من وسائل الاتصال الأخرى سواء كان اتصال بعيد أم قريب لمستخدم أو عدة مستخدمين.

ب- الربط عن بعد ( tel net): هو برنامج خاص ويستعمل من اجل الارتباط بالحواسيب الضخمة للمكتبات ومراكز البحث للاستفادة من خدماتها ونظمها كالبحث البيبليوغرافي و الاطلاع على الفهارس و قواعد البيانات المتخصصة.

ج- مجموعات المناقشة ( Forums de discussion): تسمى أيضا بمنبر النقاش تسمح بالتعبير عن الآراء بكتابة عن موضوع معين يحدد على أساس الاشتراك في المجموعة، وهي خدمة تسمح بالتبادل اليومي للأخبار و الاطلاع على مختلف المواضيع المناقشة فيها، إذ بإمكان المستخدم الاتصال بعنوان المجموعة و المشاركة في المواضيع التي تثير اهتمامه.

د- تقنيات التخاطب: أنشطة تسمح لمستعملي الانترنت بالتخاطب المباشر و بشكل تفاعلي، بواسطة نصوص، مع مستعملين آخرين للانترنت. وقد أدمجت خدمات أخرى مع هذه التقنية كالهاتف عبر الانترنت و استعمال الكاميرا أثناء الحوار المباشر و تستعمل برامج مثل: MSN, Skype , Inspeak, Yahoo, Messenger.

ك- خدمة ويس (wais): خدمة تزود المعلومات لمنطقة واسعة، وهي عبارة عن قواعد بيانات تحتوي ملايين الوثائق من كل الأنواع بمختلف المواضيع و التخصصات ويكون البحث بالكلمات الدالة عن طريق تقنيات البحث ويقوم المستخدم بحفظ الملفات ويرسلها إليه عبر البريد الالكتروني.

ل- خدمة ارتشي ( Archie): الهدف من هذه الخدمة هو تحديد تموقع الملفات التي يبحث عنها المستفيد إضافة إلى أن هذا النظام له القدرة و الحركة و التجول في بحث مواقع برتوكول نقل الملفات FTP .

م- خدمة نقل الملفات ( FTP): هي أولى الخدمات التي تم تطويرها على شبكة الانترنت فهي تتيح لمستعمليها إمكانية نقل الملفات و نشر برامج الحاسوب و نشر الصور و المقاطع الصوتية و المرئية ، بالإضافة إلى الكتب و ملخصات الدروس.

________________________

(1)-  بهاء، شاهين، "الانترنت والعولمة" ، القاهرة : عالم الكتب ، 1999، ص 341.

 

 

 

 

ن- خدمة الشبكة العنكبوتية العالمية ( الويب): الويب هو مجموعة من الوثائق و المصادر المتصلة معا، مرتبطة مع بعضها البعض عن طريق روابط فائقة Hyperlinks و عناوين انترنت URls. بشكل أخر، الشبكة العالمية واحدة من الخدمات التي يمكن الوصول إليها من خلال الانترنت.

ي- برامج الدردشة و الحوار المباشر: تسمى هذه البرامج بالمحادثة المباشرة بالصوت و الصورة و تبادل الملفات في نفس الوقت كما أن هذه البرامج تسمح بحضور عدة أشخاص في جلسات الحوار ويمكن استعمال هذه البرامج في جلسات الحوار و والاجتماعات بين الأشخاص في أماكن متباعدة.

5- محركات البحث في الانترنت: (1)

محرك البحث هو برنامج مصمم للمساعدة في العثور على المعلومات المخزنة على نظام حاسوبي مثل الشبكة العنكبوتية العالمية، ويسمح محرك البحث للمستخدم أن يطلب المحتوى الذي يقابل معايير محددة بواسطة كلمة أو عبارة و عندما يتوجه مستخدم لمحرك البحث و يجري عملية بحث طلبا للمعلومات، كما هو سائد بإعطاء كلمات مفتاحيه، يقدم محرك البحث قائمة بصفحات الويب الأفضل توافقا لمعاييره، مع ملخص قصير يحتوي على عنوان الوثيقة و أحيانا أجزاء من النص، ومن أهم محركات البحث  نجد:

أ-  محرك البحث ( Altavista): تم انجاز هذا المحرك من طرف شركة ديجيتال وهو من أضخم المحركات على شبكة الانترنت من حيث عدد الصفحات المكشفة و لهذا المحرك نظام يمكنه من الارتباط مباشرة مع موقع يرتكز على شراء كلمة، ويعطي هذا المحرك حوالي مليون صفحة واب.

ب- محرك البحث ( Google): اعد هذا المحرك من طرف دكاترة من جامعة ستانفورد سنة 1998، يعمل هذا المحرك عن طريقة تخزين المعلومات من عدد كبير من صفحات الويب التي تستعيدها من الشبكة العالمية ، ويتوجه المستفيد إلى محرك البحث Google ويكون ذلك باستخدام الكلمات المتنافية ، فيقوم المحرك بالبحث في الفهارس المخزن فيها المعلومات، وذلك من اجل تقديم قائمة بصفحات الواب المناسبة للمعايير.

6-  مفهوم الشبكات الاجتماعية ( مواقع التواصل الاجتماعي): (2)

شبكات التواصل الاجتماعي تقوم على بناء و تفعيل المجتمعات الحية على الانترنت، حيث يتشارك الناس اهتمامهم و أنشطتهم من خلال برمجيات تحقق صفة الاجتماعية، وهي تحقق اتصالات تفاعلية باتجاهين.

وتعرف مواقع تواصل الاجتماعي بأنها عبارة عن تطبيقات تكنولوجية مستندة إلى الويب تتيح التفاعل بين الناس، و تسمح بنقل البيانات الالكترونية و تبادلها بسهولة، و توفر للمستخدمين إمكانية العثور على آخرين يشتركون في نفس المصالح ، وبناء عليه ينتج عن ذلك ما يسمى بالمجتمعات الافتراضية Virtual communities ، حيث يستطيع المستخدمون التجمع في كيانات اجتماعية تشبه الكيانات الواقعية.

 

_______________________

(1)- أسامة يوسف، أبو الحجاج، "دليلك الشخصي إلى عالم الانترنت"، القاهرة: نهضة مصر للطباعة، 1998، ص 22.

(2)- إبراهيم قندلجي، فاضل السامرائي، المرجع السابق، ص 498.

 

 

و مواقع التواصل الاجتماعي هي مصطلح يطلق على مجموعة من المواقع على شبكة الانترنت، وقد ظهرت هذه المواقع مع الجيل الثاني للويب، لتساعد الأفراد على التواصل و التفاعل في بيئة مجتمع افتراضي يجمعهم حسب مجموعات اهتمام ا انتماء آو مشاركة في قضية بعينها، و الشبكات الاجتماعية هي مواقع التي تعطي المستخدمين مجموعة من الخدمات على أساس تكنولوجيات الويب التي تسمح للأفراد ببناء محتوى خاص بصفحة شخصية، ونظام من العلاقات الاجتماعية المتعددة و مشاركة الآخرين و التواصل معهم من بع دون قيود، عرض و بناء و تشكيل المحتوى في إطار من التعاون و التفاعل من خلال مجموعة من الروابط والاهتمامات المشتركة.

ومن خلال كل هذا نفهم بان  الشبكات الاجتماعية عبارة عن تطبيقات تكنولوجية الكترونية قائمة على نظم الجيل الثاني للويب لتحقيق التواصل و التفاعل بين مختلف الأفراد المنتشرين حول العالم بالمراسلات المكتوبة والمسموعة و المرئية مع تحقيق الاتصال الفوري بما يحقق اكبر فائدة لتجميع الشعوب في موقع للتواصل عن بعد، و التعبير عن التواصل الاجتماعي Social Networking على شبكة الانترنت استخدم له العديد من المصطلحات منها: ( موقع الشبكة الاجتماعية- و شبكات التواصل الاجتماعي- و الشبكات الاجتماعية- ومواقع التواصل الاجتماعي)، و جميع هذه المصطلحات تعبر عن التواصل و التفاعل بين مجموعة من الأفراد من خلال شبكة اجتماعية من خلال شبكة الويب.

أ- النشأة و البداية:

بدأت مجموعة من الشبكات الاجتماعية على شبكة الانترنت في الظهور في أواخر التسعينات مثل classmates عام 1995 للربط بين زملاء الدارسة، ومع بداية 2005 ظهر موقع  Myspace الأمريكي الذي يعتبر من أوائل واكبر الشبكات الاجتماعية على مستوى العالم ومعه المنافس الشهير Facebook  الذي تم إنشائه بواسطة طالب في إحدى الجامعات يدعى Mark Zuckerberg وكان يهدف من إنشاء هذا الموقع إلى إيجاد وسيلة للتواصل بين طلاب جامعته الحاليين، الفكرة لاقت رواجا وسرعان ما انتشرت في أوساط طلاب الجامعات ، توسع نشاطها بعد ذلك لتقوم بمنافسة مجموعة شبكات اجتماعية أخرى كانت موجودة في الولايات المتحدة.

ب- الخدمات التي تقدمها الشبكات الاجتماعية: (1)

المتابع و المستخدم للشبكات الاجتماعية يجد أنها تشترك في خصائص أساسية بينما تتمايز بعضها عن الأخرى بمميزات تفرضها طبيعة الشبكة و مستخدميها. ابرز تلك الخصائص:

- الملفات الشخصية/ الصفحات الشخصية (profile page): ومن خلال الملفات الشخصية يمكنك التعرف على اسم الشخص ومعرفة المعلومات الأساسية عنه مثل: الجنس، تاريخ الميلاد، البلد، الاهتمامات و الصورة الشخصية بالإضافة إلى غيرها من المعلومات.

____________________

(1)- شريف، درويش اللبان، "تكنولوجيا الاتصال المخاطر و التأثيرات الاجتماعية "، [د.م.ن]،[د.د.ن]، 2000، ص 185.

 

 

يعد الملف الشخصي بوابة الدخول لعالم الشخص، فمن خلال الصفحة الرئيسية  للملف الشخصي يمكنك مشاهدة نشاط الشخص، من هم أصدقاءه وماهي الصور الجديدة التي رفعها إلى غير ذلك من النشطات.

- الأصدقاء/ العلاقات: وهم بمثابة الأشخاص الذين يتعرف عليهم الشخص لغرض معين، الشبكات الاجتماعية تطلق مسمى صديق على هذا الشخص المضاف لقائمة أصدقائك بينما تطلق بعض مواقع الشبكات الاجتماعية الخاصة بالمحترفين مسمى ( اتصال أو علاقة) على هذا الشخص المضاف لقائمتك.

- إرسال الرسائل: وتتيح هذه الإمكانية إرسال رسالة مباشرة للشخص، سواء كان في قائمة الأصدقاء لديك أو لم يكن.

- البومات الصور: تتيح الشبكات الاجتماعية لمستخدميها إنشاء عدد لا نهائي من الألبومات و إتاحة مشاركة هذه الصور مع الأصدقاء و التعليق حولها.

- المجموعات: تتيح كثير من مواقع الشبكات الاجتماعية خاصية إنشاء مجموعة اهتمام، حيث يمكنك إنشاء مجموعة بمسمى معين و أهداف محددة و يوفر موقع الشبكة الاجتماعية لمالك المجموعة والمنضمين إليها مساحة أشبه ما تكون بمنتدى حوار مصغر والبوم صور مصغر كما تتيح خاصية تنسيق الاجتماعات عن طريق ما يعرف  بEvents أو الأحداث ودعوة أعضاء تلك المجموعة له و معرفة عدد الحاضرين من عدد غير الحاضرين.

ج- أبرز مواقع الشبكات الاجتماعية العالمية: (1)من أبرز مواقع الشبكات الاجتماعية على شبكة الأنترنت نجد:

- الفيسبوك Facebook : أكبر مواقع الشبكات الاجتماعية من ناحية سرعة الانتشار و التوسع، قيمته السوقية عالية و تتنافس على ضمه  اكبر الشركات، نقطة القوة الأساسية في الفيس بوك هي التطبيقات التي أتاحت الشبكة فيها للمبرمجين من مختلف أنحاء العالم ببرمجة تطبيقاتهم المختلفة وإضافتها للموقع الأساسي.

- ماي سبيس Myspace: الموقع الذي كان الأكثر رواجا قبل ان يدخل في منافسة شديدة مع الفيس بوك مؤخرا.

- اوركوتorkut : منج من طرف غوغل و الذي لم يلق رواج كبير في أمريكا لوجود الملاقين فيس بوك وماي سبيس.

- لنكد ان Linkedin: شبكة اجتماعية للمحترفين، يضم الموقع العديد من المحترفين و المحترفات في مجالات متنوعة ومختلفة يتشاركون في مجموعات اهتمام. و نجد خاصية متميزة في الموقع، و هي خاصية التزكيات، فبإمكان مديرك أو زملائك السابقين في وظيفة معينة شغلتها تزكيتك عن عملك في الشركة.

- xing: على غرار الموقع السابق، شبكة اجتماعية لمستخدمين حول العالم.

__________________

(1)- شريف، درويش اللبان، المرجع السابق، ص189.

  

- ديفاينت أرت Diviantart : الموقع الأشهر لعرض التصاميم الرقمية في شتى المجالات.

- التوتير Twitter.

- ارتيكانArtican : شبكة اجتماعية تجمع المصممين الرقميين على شبكة الانترنت على غرار الديفاين أرت و لكن بشكل أكثر إتقان و بخصائص أكثر تنوع.

المطلب الثالث: خصائص و أهمية تكنولوجيات الاتصال والمعلومات.

1- خصائص تكنولوجيات الاتصال والمعلومات: (1)

لقد تميزت تكنولوجيا الاتصال و المعلومات عن غيرها من التكنولوجيات الأخرى بمجموعة من الخصائص، أهمها مايلي:

1- تقليص الوقت: فالتكنولوجيا تجعل كل الأماكن –الكترونيا-متجاوزة.

2- تقليص المكان: تتيح وسائل التخزين التي تستوعب حجما هائلا من المعلومات المخزنة و التي يمكن الوصول إليها بيسر وسهولة.

3- اقتسام المهام الفكري مع الآلة: نتيجة حدوث التفاعل و الحوار بين الباحث و النظام.

4- الذكاء الاصطناعي: أهم ما يميز تكنولوجيا الاتصال و المعلومات هو تطوير المعرفة و تقوية فرص تدريب المستخدمين من اجل الشمولية و التحكم في عملية الإنتاج.

5- تدريب شبكات الاتصال: تتوحد مجموعة التجهيزات المستندة على تكنولوجيا المعلومات من اجل تشكيل شبكات الاتصال، وهذا ما يزيد من تدفق المعلومات بين المستعملين و الصناعيين، وكذا منتجي الآلات، ويسمح بتبادل المعلومات مع بقية النشاطات الأخرى.

6- التفاعلية: أي أن المستعمل لهذه التكنولوجيا يمكن ان يكون مستقبل و مرسل في نفس الوقت، فالمشاركين في عملية الاتصال يستطيعون تبادل الأدوار وهو ما يسمح بخلق نوع من التفاعل بين الأنشطة.

7- اللاتزامنية: وتعني إمكانية استقبال الرسالة في أي وقت يناسب المستخدم، فالمشاركين غير مطالبين باستخدام النظام في نفس الوقت.

8- اللامركزية: وهي خاصية تسمح باستقلالية تكنولوجيا المعلومات والاتصال، فالانترنت مثلا تتمتع باستمرارية عملها في كل الأحوال، فلا يمكن لآي جهة ان تعطل الانترنت على مستوى العالم بأكمله.

9- قابلية التحويل: وهي إمكانية نقل المعلومات من وسيط إلى أخر، كتحويل الرسالة المسموعة إلى رسالة مطبوعة أو مقروءة.

___________________

(1)- محمد،  محمد الهادي، المرجع السابق، ص 155.

   

10- قابلية التحرك والحركية: أي انه يمكن للمستخدم ان يستفيد من خدماتها أثناء تنقلاته، أي من أي مكان عن طريق وسائل اتصال كثيرة مثل الحاسب الآلي النقال، الهاتف...الخ.

11- اللاجماهرية: وتعني إمكانية توجيه الرسالة الاتصالية إلى فرد واحد أوجماعة معينة بدل توجيهها إلى جماهير ضخمة، وهذا يعني إمكانية التحكم فيها حيث تصل مباشرة من المنتج إلى المستهلك كما أنها تسمح بالجمع بين الأنواع المختلفة للاتصالات، سواء من شخص واحد إلى شخص واحد، أو من جهة واحدة إلى مجموعات، أو من الكل إلى الكل أي مجموعة إلى مجموعة.

12- الشيوع و الانتشار: وهو قابلية هذه الشبكة للتوسع لتشمل أكثر فأكثر مساحات غير محدودة من العالم بحيث تكتسب قوتها من هذا الانتشار المنهجي لنمطها المرن.

13- العالمية والكونية: وهو المحيط الذي تنشط فيه هذه التكنولوجيات، حيث تأخذ المعلومات مسارات مختلفة ومعقدة تنتشر عبر مختلف مناطق العالم. وهي تسمح لرأس المال بان يتدفق الكترونيا خاصة بالنظر إلى سهولة المعاملات التجارية التي يحركها رأس المال المعلوماتي فيسمح لها بتخطي عائق المكان و الانتقال عبر الحدود الدولية.

2- أهمية تكنولوجيات الاتصال و المعلومات: (1)

تكمن أهمية تكنولوجيات الاتصال والمعلومات في الهدف الأساسي الذي وجدت من اجله هذه التكنولوجيا، ألا وهو حل المشاكل و فسح المجال أمام الإبداع بما يسمح للناس بان يكونوا أكثر تأثيرا مما لو لم يستعملوا تكنولوجيا الاتصال والمعلومات في أوجه نشاطهم ، وكلما اعتبرنا تكنولوجيا الاتصال والمعلومات تكنولوجيا متقدمة و أعطيناها الأهمية الأكثر، كلما زادت أهمية اعتبار جانب الشعور المتقدم والذي هو جانب الفرد على أساس المقولة ( Hight-Tech-Hight- touche) التي يمكن ترجمتها إلى ( تكنولوجيا متقدمة شعور متقدم) وهذا يقودنا إلى حقيقة أخرى لا تقل أهمية وهي انه يتوجب علينا دائما ان نكيف تكنولوجيا الاتصال والمعلومات إلى الناس بدلا من أن نطلب من الناس أن يتكيفوا مع هذه التكنولوجيا الحديثة.

وتتجلى أهمية تكنولوجيات الاتصال و المعلومات أيضا في الوظائف التي تؤديها هذه التكنولوجيا للإدارة ومعالجة المعلومات والتي يمكن حصرها في ستة وظائف أساسية:

1- التجميع أو استحصال البيانات.

2- المعالجة: كمعالجة النصوص و الأشكال و الأصوات

3- التخليق أو التوليد: و التي تعني تنظيم البيانات والمعلومات في شكل أكثر إفادة سواء على شكل أرقام أو نصوص أو أشكال مرئية أو من خلال خلق صيغ جديدة.

__________________

(1)-  فضيلة حديبي ، سعيدة باندو ، المرجع السابق ، ص 78. 

 

4- التخزين

5- الاسترجاع

6- النقل: من خلال إرسال بيانات و معلومات من موقع إلى آخر و الذي يتم عادة بأسلوبين:

- البريد الالكتروني ( E-mail)

- البريد الصوتي ( Voice-mail)

ومن خلال هذا نفهم بأن لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات عدة تأثيرات سواء منها الايجابية أو السلبية بالإضافة إلى تأثيراتها في المجتمع على العديد من المستويات السياسية و الاقتصادية و الثقافية التي سنتطرق إليها في الفصل اللاحق.

 

الفصل الثاني: تحديات و رهانات تكنولوجيات المعلومات و الاتصال في المجتمع.

 

المبحث الأول: الرهان الاقتصادي.

     لا يكاد يخلو مجال من مجالات الحياة اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية من أثر لتطبيق من التطبيقات المتعددة لتكنولوجيات الإعلام والاتصال ويعتبر المجال الاقتصادي من أبرز القطاعات أو أكثرها تأثرا بهذه التكنولوجيا حتى شاع مصطلح الاقتصاد الحديث معبرا عن توغل هذه التكنولوجيات الحديثة في النشاط الاقتصادي ، فالمحيط الجديد الذي استحدثه هذا الاقتصاد لم يغير فقط في سلوكيات وطبيعة العلاقة بين المؤسسات بل ساهم أيضا في تغيير نمط الاستهلاك كاستخدام أجهزة متعددة الإعلام ووسائل اتصال حديثة أكثر دقة وسرعة ، ففي ظل التطور السريع لهذه التكنولوجيات واستخدامها في مختلف المجالات ومنها الاقتصادي ظهرت مفاهيم جديدة مثل التجارة الالكترونية والاقتصاد الرقمي والبريد الالكتروني واقتصاد المعرفة وغيرها من المفاهيم الجديدة التي برزت في الساحة الاقتصادية وسنحاول التطرق إلى هذه المفاهيم التي تعتبر كرهان اقتصادي لتكنولوجيات الإعلام والاتصال  .

1-التجارة الالكترونية:

 أدى التطور الهائل في الآونة الأخيرة لتكنولوجيا الإعلام والاتصال إلى ظهور التجارة الالكترونية أو ما يعرف بالتسويق الالكتروني أو التسويق عبر الانترنيت كلها مصطلحات تعني تسويق السلع والخدمات الكترونيا والذي أحدث تغييرا جذريا في الهياكل الأساسية للقطاعات الاقتصادية المختلفة

- مفهوم التجارة الالكترونية :

يقصد بالتجارة الإلكترونية " جميع عمليات البيع أو الشراء للسلع أو الخدمات التي تتم بين الشركات التجارية، والأفراد والحكومات، وسائر المنظمات العامة والخاصة، باستخدام شبكة الإنترنت أو باستخدام الشبكات المرتبطة بالأنترنيت".[1]

 

ويعرفها الأستاذ بهاء شاهين بأنها انجاز الأعمال من خلال صيغة الكترونية وتقسم إلى قسمين :

التسويق الالكتروني : وتتمثل في المعلومات التي يحتاجها لكي يعقد صفقة تجارية يتخذ على أساسها قرار شراء سليم . 

الشراء الالكتروني: ويتمثل في البيئة التكنولوجية اللازمة لتبادل البيانات وإتمام عمليات شراء السلع والخدمات[2] 

وتحدث التجارة الالكترونية من خلال ثلاث مراحل رئيسية و هي:

المرحلة الأولى : العرض والطلب الالكتروني ، حيث يقوم المستورد بالتعرف من خلال القوائم الالكترونية على مواصفات السلع والبدائل الموجودة لها وأماكن تواجدها وطلب السلعة عن طريق أي حاسوب في أي مكان من العالم .

المرحلة الثانية : تسليم البضائع بواسطة الحاسوب حيث يتم إرسال وشحن البضائع إلى الزبون .

المرحلة الثالثة : سداد القيمة الذي يتحقق الكترونيا حيث يقوم المستورد بملء نموذج الشراء بعد اختياره للمنتوج الذي تحتاج إليه ، ويتم بعد ذلك نقل البيانات الموجودة في النموذج بواسطة الحاسوب إلى حاسوب البنك الذي يتعامل مع الزبون وتخصم قيمة الصفقة من حسابه .

 وتعد وسائل الاتصالات الحديثة وشبكات المعلومات المتطورة عوامل هامة في التجارة الالكترونية إذ تمكن المؤسسات  الإنتاجية من الاستجابة السريعة لطلبات زبائنها وتأمين حصص أفضل  لمنتجاتها في الأسواق المحلية والعالمية ولم يقتصر الأمر على ذلك فقد أقدمت هذه التطورات إلى تغيرات جوهرية في حركة التجارة العالمية بين الدول المختلفة إذ وفرت وسائل الاتصالات الحديثة فرصة منافسة ممتازة لمالكيها في الأسواق التجارية لاسيما وأن تكلفتها في انخفاض مستمر[3] .

إن التحديات التي ترتبط بقدرة التكنولوجيا في التأثير على التجارة الالكترونية تكمن في مدى توافر البنية الأساسية وتشجيع التنافسية في قطاع الاتصالات  ودعم التعليم في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال .

لا شك أن الانترنيت قد ساهمت في تنمية الأسواق الجهوية والأسواق الدولية بفضل الإمكانيات التي يتيحها الويب فأصبح بمقدور الزبون أن يقتني حاجياته من مؤسسات تقع خارج حدوده الجغرافية مما أضفى على الشبكة خاصية التصدير نحو الأسواق الخارجية [4] .

ولقد أدى تزايد استخدام الانترنيت على نطاق عالمي واسع إلى نمو حركة التجارة الالكترونية كما غيرت من طريقة الاستخدام والتعامل في عالم الأعمال والتأثير بشكل عام على أداء الشركات العملاقة بزيادة قدرتها التنافسية وربط الأسواق المالية ، ونتيجة لذلك أصبح الاقتصاد العالمي

تحركه مؤشرات الكترونية ورموز البورصات العالمية والتي تؤدي إلى نقل الثروة من يد مستثمر إلى آخر بدون أي عوائق سواء داخل البلد الواحد أو عبر الحدود الجغرافية .[5]

    كذلك أدخلت الانترنيت بعدين مهمين لتطوير التجارة الالكترونية تمثل الأول في تنميط تكنولوجيا التبادل الالكتروني بين الزبائن والموردين (برمجيات وبطاقات وشيكات ) ، أما الثاني فيتمثل في جمهرة الوسيلة الالكترونية لاقتناء كتب ، حواسيب ، أقراص ، بطاقات لحضور تظاهرات ثقافية ، تذاكر سفر ... وبعد الانترنيت ساهمت تقنيات أخرى في تطوير هذا النشاط : الانترانت ، الاكسترانت ، التلفزيون التفاعلي ، الهاتف النقال التفاعلي ...

ومع ذلك يبقى هذا النفاذ الالكتروني التجاري رغم نموه السريع محدودا نسبيا بسبب أن التجارة الالكترونية تقتضي وسائل دفع الكترونية : بطاقات الائتمان ، بطاقات الدفع ، بطاقات الصرف البنكي ، البطاقات الذكية ، الشيكات الالكترونية ...الخ.[6]

وتحقق التجارة الالكترونية العديد من الفوائد والمنافع لكل من الشركات الالكترونية والزبائن فهي تسعى إلى تسويق أكثر فعالية وأرباح أكثر وذلك من خلال اعتماد الشركات على الانترنيت وتكنولوجيا الإعلام والاتصال بصفة عامة في التسويق والتي تتيح لها عرض منتجاتها وخدماتها في مختلف أصقاع العالم دون انقطاع طيلة ساعات اليوم مما يوفر لهذه الشركات فرصة اكبر لجني الأرباح إضافة إلى وصولها إلى المزيد من الزبائن ،ومن مزاياها أيضا أنها تتواصل بشكل فعال مع الشركاء والعملاء حيث تطوي التجارة الالكترونية المسافات وتعبر الحدود مما يوفر طريقة فعالة لتبادل المعلومات مع الشركاء ، والتجارة الالكترونية توسع نطاق السوق إلى سوق عالمي ودولي فمع القليل من التكاليف فانه بوسع أي شركة إيجاد مستهلكين أكثر ومزودين أفضل وشركاء أكثر ملائمة وكذلك قدرتها على إنشاء تجارات متخصصة جدا وتوفر للزبون حرية الاختيار وتزوده بالمعلومات الكافية وعن المنتجات ويتم كل ذلك بدون أي ضغوط من الباعة .[7]

وتوفر التجارة الالكترونية فرص كبيرة ومتنوعة في ظل الاتجاه نحو العولمة والتحول إلى الاقتصاد الرقمي إلا انه يواجه بعض التحديات والصعوبات التي تحد من استخدامه والاستفادة منه ، ويمكن تحديد أهم هذه التحديات فيما يلي :

- غياب البنية التحتية الضرورية لهذا النوع من التجارة الحديثة . 

- عدم وضوح الرؤية المستقبلية للتجارة الالكترونية لدى مدراء بعض المؤسسات .

- ارتفاع التكلفة المادية للتحول إلى التجارة الالكترونية وفقا لحجم النشاط التجاري .

- عدم تقبل العملاء لفكرة الشراء عبر الانترنيت لإحساسهم بالمخاطر المتعلقة بجودة السلع ورغبتهم في فحصها قبل الشراء.[8]

2- العمل عن بعد :

 تعود نشأة تكنولوجيا العمل عن بُعد إلى ثورة المعلومات والإنترنت التي عرفها العالم والتي أحدثت تلاشياً في الزمان والمكان. هذا الأمر ترتب عنه تغيّر واضح في مجموعة من السلوكيات الاجتماعية ومنها العمل. يضاف إلى ذلك، التطور المستمر في علوم الإدارة والتنمية المؤسساتية، حيث نجد تجديداً كبيراً في التنظيم، التخطيط، إدارة الموارد البشرية ومراقبة العمل، وكذلك تحديث عميق لهياكل وبنى المؤسسات في ظل عولمة الاقتصاد وتنافسية الأسواق.
فتكنولوجيا العمل عن بعد ساهمت في تحقيق هذه المعادلة الصعبة بين الجمع في إنجاز الأهداف وتجنب إكراهات العمل المرتبطة بالنهج البيروقراطي المسيطر على معظم المؤسسات في العالم. هذا، وتعتبر شبكة الإنترنت سوقاً للعمل عن بعد تلتقي فيها طلبات وعروض العمل من خلال الربط بين الأطراف من مختلف بقاع المعمورة في مواقع للتوظيف وتقديم خدمات استشارية في عالم المال والأعمال.

لتكنولوجيا العمل عن بعد آثار هامة على المجتمع، فيتم خلق فرص للعمل في مناطق جغرافية مختلفة تكسر حواجز المركزية، ما يؤثر على التقدم الاقتصادي عبر مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص بين مختلف الفئات الاجتماعية، كما تتيح الخدمات للزبائن في ساعات خارج أوقات العمل. ونتيجة لذلك، تقوي تكنولوجيا العمل عن بعد الفضاء الاقتصادي الجديد العابر للحدود والزمن والمتطلع إلى الفاعلية الوظيفية من دون وجود عراقيل ذاتية أو خارجية.[9]

تعمل التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال على تعديل علاقات العمل فالمحيط غير المستقر والمنافسة الدولية تجعلان المؤسسات بحاجة إلى مزيدا من المرونة المهنية ويعتبر العمل عن بعد أحد أشكال هذه المرونة.

إذا كان العمل بعيدا عن المؤسسات ليس جديدا (العمل المنزلي في قطاع النسيج ، بحث التجار عن الزبائن خارج المقرات ...)، فإن استعمال تكنولوجيا الإعلام والاتصال زاد من فاعلية العاملين

خارج المؤسسات وذلك بفضل ارتفاع وتيرة التفاعل خاصة ، وطبيعة المهام والمنتجات غير المادية المنوطة بهم عامة .[10]

3-خصائص مجتمع المعلومات في بعدها الاقتصادي:

هناك جملة من الخصائص يمكن إيجازها في النقاط التالية:

*الخاصية الأولى:

هي استخدام المعلومات كمورد اقتصادي ،حيث تعمل المؤسسات والشركات على استخدام المعلومات والانتفاع بها في زيادة كفاءتها وفي تنمية التجديد والابتكار، و في زيادة فعاليتها ووضعها التنافسي من خلال تحسين نوعية البضائع والخدمات التي تقدمها ، وهناك اتجاه متزايد نحو إنشاء شركات معلومات تضيف كميات كبيرة من القيمة ،ومن ثم الاقتصاد الكلي للدولة .

*الخاصية الثانية:

هي استخدام المعلومات بين الجمهور العام ،فالناس يستخدمون المعلومات بشكل مكثف في أنشطتهم كمستهلكين ،،وهم يستخدمون المعلومات أيضا كمواطنين لممارسة حقوقهم ومسؤولياتهم ،وهذا فضلا عن إنشاء نظم المعلومات التي توسع من إتاحة التعليم والثقافة لكافة أفراد المجتمع ،وهكذا أصبحت المعلومات عنصرا لا غنى عنه في الحياة اليومية للأفراد وللمؤسسات .[11]

*الخاصية الثالثة:

هي ظهور قطاعات المعلومات كقطاع مهم من قطاعات الاقتصاد ،فإذا كان الاقتصاديون يقسمون النشاط الاقتصادي تقليديا إلى ثلاثة قطاعات هي الزراعة والصناعة والخدمات ،فإن علماء الاقتصاد والمعلومات يضيفون إليها منذ التسعينيات من القرن العشرين قطاعا رابعا هو قطاع المعلومات ،حيث أصبح إنتاج المعلومات وتجهيزها ،وتوزيعها نشاطا اقتصاديا رئيسيا في عدد من دول العالم .

·       ففي كل مجتمعات المعلومات تقريبا نجد أن قطاع المعلومات ينمو بصورة أرع من نمو الاقتصاد العالمي ،ففي عام 1994 قدر الاتحاد الدولي للاتصالات بعيدة المدى أن قطاع المعلومات قد نمى على المستوى المحلي بمعدل 5 بينما كان نمو الاقتصاد العالمي بصفة عامة بمعدل أقل من 3   .   

·       وهكذا فإن الملامح البارزة الآن هي التحول من اقتصاد الصناعات إلى اقتصاد المعلومات ـوالتحول من الاقتصاد المحلي إلى الاقتصاد العالمي الشامل والمتكامل ،والتحول من إنتاج البضائع والسلع إلى إنتاج المعلومات .

*الخاصية الرابعة :

أن عدد القوة العاملة النشطة اقتصاديا أكثر من 50   ،أي أكثر  من مجموع القوة العاملة في المجالات الاقتصادية التقليدية مجتمعة ،حيث يمثل  قطاع التعليم في مجتمع المعلومات رأس الحربة إلى جانب قطاع البحوث والتنمية والاتصالات والإعلام والحاسبات والآلات ،وخدمات المعلومات .

التمييز بين اقتصاد المعرفة واقتصاد المعلومات :

نجد أن المعرفة تشمل قطاعات التعليم والإعلام والابتكار وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وغيرها من القطاعات التي يدخل في تكوينها خلق وتوزيع المعرفة ،بينما اقتصاديات المعلومات اقتصرت في محتواها عند الكثير من الاقتصاديين والكثير من الدراسات العالمية على ما يعرف بقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ،وذلك من حيث إنتاج وتوزيع واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العملية الإنتاجية ومدى إسهامها في النمو الاقتصادي .[12]

التمييز بين الاقتصاد المعرفي والاقتصاد الرقمي :

الاقتصاد الرقمي يشير على تكوين الثروة وقد انتقل من المواد والبنية الأولية إلى المعلومات والبرمجيات الرقمية ،أي أن منتجات هذا النوع من الاقتصاد في جوهرها منتجات معرفية ،ولكنها مصاغة بلغة رقمية ،كما أن الأدوات والوسائل المستخدمة انتقلت إلى الحالة الالكترونية والرقمية (التشفير والترميز) ،وعليه فإن الاقتصاد الرقمي هو جزء من اقتصاد المعرفة بكل ما يتعلق بتقنيات نشر وتخزين المعلومات .[13]

تكنولوجيا المعلومات والاتصالات:

تعتبر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أحد أهم العوامل المؤثرة في تطور المجتمعات ، فقد أدى التطور السريع في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خلال العشرين سنة الماضية إلى تغيير جوهري في أنماط حياة الشعوب ،من حيث أساليب الحياة والتواصل والوصول على المعلومات والمعرفة والعمل والألعاب والصحة وقضايا الأمن وخلق الثروة والحكم والتحكم في الطاقة ،وبهذا أصبحت تكنولوجيات الإعلام والاتصال تشكل عاملا مهما من عوامل التنمية لكثير من الشعوب [14]

البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات:

تعتبر البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات العامل الأهم في تحديد مدى

قدرة أي بلد على التحول والاندماج في اقتصاد المعرفة ،حيث تشكل أعداد مشتركي الانترنت والهواتف الثابتة والنقالة والحواسيب الشخصية المؤشرات الأساسية لهذه البنية التحتية .

إن تشييد بنى تحتية تكنولوجية في إطار اقتصاد المعرفة، يكون أساسا بالاستثمار في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ،كصناعة البرمجيات ،ومعدات الإعلام الآلي ،ولذلك على الدول النامية أن تركز على جانب تكنولوجيا وسائل الإعلام والاتصال كي تندمج في اقتصاد المعرفة ،ذلك أن الاستثمار في هذه الأخيرة أقل كلفة  من عدم الاستثمار فيها.[15]

العولمة واقتصاد المعرفة:

إن فكرة اقتصاد المعرفة ترتبط ارتباطا وثيقا بمؤشرات التقدم التقني على النمو الاقتصادي ،وفي ظروف تكامل الاقتصاد وانفتاحه متأثرا تأثرا كبيرا بالعولمة التي أخذت باجتياح دول العالم ورمت بظلها على الجميع ،فلم تعد هناك حدود جغرافية ،وأصبح العالم قرية صغيرة.[16]

لذلك ونتيجة لما سبق تم التوجه في ظل اقتصاد المعرفة، وارتباطا بما تقتضيه مضامينه نحو العمل على العولمة في المجالات الأساسية التالية[17]:

- عولمة المنتجات المتصلة بالتقنيات المتقدمة والتي يتضمنها اقتصاد المعرفة، والمرتبطة بثورة المعلومات والبرمجيات ،والاتصالات والتقنيات المتطورة الأخرى ذات الصلة بذلك .

-  عولمة التمويل من خلال حرية انتقال رؤوس الأموال عن طريق المالية والنقدية الدولية ،نتيجة استخدام التقنيات الجديدة في حركتها وانتقالها من مكان إلى آخر . 

- استخدام تكنولوجيا المعلومات – في البداية – في المجال العسكري ثم المجال التجاري ،ولم يتم استخدامها في المجال التعليمي والثقافي إلا في مرحلة متأخرة ، أي بعد أن أصبحت عولمة  التعليم رافدا مهما من روافد العولمة ،وبعد ان اتضحت أهمية البعد الثقافي في تسويق منتجات اقتصاد المعرفة ، وأن البرمجيات التعليمية في طريقها لكي تصبح سوقا هائلة ،في ضوء تنامي توجه التعلم الذاتي ،والتعلم المستمر مدى الحياة .

- إعطاء الأولوية في الموجه الأول من تطبيقات التكنولوجيا الثانوية لإنتاج سلع استهلاكية، بدلا من إعطاء الأولوية لمجالات حماية البيئة، والتغلب على مشكلة تلوث الهواء التي يمكن أن تساهم فيها هذه التكنولوجيا بدرجة كبيرة.[18]

- تحكّم الدول المتطورة بالقدرات التكنولوجية، وذلك من خلال امتلاكها القدرات المرتبطة بتوليد المعرفة التكنولوجية ونقلها ،ولا شك أن هذه السيطرة تعطيها القدرة على الابتكار والإبداع ،والتوجه نحو مجالات إنتاج تقل فيها المدخلات المادية وبدرجة كبيرة ،كما هو الحال في العديد من المجالات الهامة والحيوية للتقنيات المتقدمة حاليا ،ومثال ذلك تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ،وخاصة المرتبطة منها بالبرمجيات والمجالات الأخرى التي يتضمنها اقتصاد المعرفة .[19]

ومن هنا واستنتاجا لكل ما سبق نرى مدى أهمية تكنولوجيات الإعلام والاتصال والرهان الذي باتت تتشكل في سياقاته خاصة السياق الاقتصادي ،وهذا ما نراه اليوم ونشهد تطوراته خاصة في الدول المتقدمة تقنيا ومعرفيا ،وكذلك لمساهمتها في إعادة تشكيل التعاملات التجارية والاقتصادية فيما بين الدول آو حتى فيما بين الأفراد

المبحث الثاني: الرهان السياسي.

  أولا و قبل تطرقنا إلى استخدامات تكنولوجيات الاتصال و الإعلام في السياسة فانه وجب اطلاعنا على الاتصال السياسي و حوصلة عنه، ثم التطرق إلى تكنولوجيات الاتصال و الإعلام و علاقتها بالمجال السياسي.

1-            مفهوم الاتصال السياسي:

    نتطرق أولا بشكل بسيط إلى مفهوم علم السياسة و هو مصطلح اشتق من اللغة اليونانية، من كلمة بولس polic و تعني الدولة المدنية city-state و كان يقصد بها القلعة في قلب المدينة بأكملها متضمنة ساكنوا الضواحي الذين يشاركون في سياسة تلك المدينة و أعمالها. و مجال علم السياسة يرتبط بحياة المجتمع سواء كان المجتمع مجتمعا بدائيا او متطورا، و علم السياسة يبحث إشكالية الدولة كتعبير عن القوة الجماعية للمجتمع المنظم، حيث يبحث هذا العلم أيضا في سلوكية القائمين بالعمل السياسي و دراسة شخصيتهم و دوافع أعمالهم و تصرفاتهم[20].

أما الاتصال السياسي و الذي يدخل ضمن دراسات علم السياسة، فانه يرتكز على ثلاث نقاط مهمة هي:

-       جميع أشكال الاتصال تؤخذ بواسطة السياسيين و الفاعلين السياسيين الآخرين من اجل تحقيق أهداف معينة.

-       الاتصال يرتبط بالفاعلين غير السياسيين و هم المنتخبون و كتاب الأعمدة في الجرائد اليومية.

-       الاتصال عن هؤلاء الفاعلون و أنشطتهم كما يظهر في التقارير الإخبارية و المحررين والأشكال الأخرى من الإعلام.

    و ترتبط نظرية الاتصال السياسي، بالعلاقة بين ثلاث عناصر و هي المنظمات السياسية وتمثل الفاعلين، و المواطنين و تمثل المفعول به، و هو الغرض من الاتصال، و الإعلام هو الوسيلة المستخدمة لتوصيل الرسالة إلى المواطنين.[21]

    و يعرفه meadow بانه الرموز و الرسائل المتبادلة المتأثرة بالنظام السياسي او المؤثرة فيه.

    أما "تشافي" chaffee فيعرفه بأنه " اثر الاتصال و وظيفته في العملية السياسية". و التعريف الشامل الذي يمكن أن نقدمه هنا، هو أن الاتصال السياسي: هو النشاط السياسي الموجه الذي 

يقوم به الساسة أو الإعلاميون آو عامة أفراد الشعب و الذي يعكس أهدافا سياسية محددة تتعلق بقضايا البيئة السياسية و تؤثر في الحكومة أو الرأي العام أو الحياة الخاصة للإفراد و الشعوب من خلال وسائل الاتصال المتعددة.[22]

    و يمكن أن  نعرف الاتصال السياسي على انه كل التقنيات التي يستعملها الفـاعلين السياسـيين و الحكـام بالإضافة إلى مساعدة أهل الاختصاص في ميدان الاتصال السياسي كالمهنيين في مجال النصيحة السياسية للتواصل مع الناخبين و المحكومين و كل التقنيات المستعارة من ميدان التسويق كتقنية سبر الآراء و العلاقات العامة و الإشهار فضلا عن استعمال التكنولوجيات الحديثة كالإعلام الآلي و الوسائل السمعية البصرية المتطورة كالوسائل الإلكترونية فـي مجال السياسة.[23] 

2-             علاقة الاتصال بالسياسة: من الصعوبة بمكان تصور العملية السياسية العملية الاتصالية       بدون ، أو تصور الاتصال بدون السياسة. فالعلاقة بين النظامان (الاتصال والسياسة ) في أي مجتمع من المجتمعات المتقدمة أو النامية أو غيرها، علاقة جوهرية إلى الدرجة التي يصعب معها تصور احدهما دون الأخر، أو قيامه بوظائفه بمعزل عنه فالنظامان كلاهما يتأثر بالأخر النظام ويؤثر فيه، وان كان التأثير الذي يمارسه السياسي على نظام الاتصال في البلدان النامية بشكل خاص اكبر من الاتصال على تأثير النظام السياسي فالعلاقة قائمة أيا كانت طبيعة وشكل كل من النظام السياسي والاتصالي فكل شيء في السياسة اتصال، وليس بمقدور أي نظام سياسي حديث أن يعمل بدون مساعدة وسائل الاتصال ذلك أن الاتصال المشتغل بالمسائل السياسية يكون عادة وليس دائما أداة مساعدة للسياسة، ينقل سياسات صناع القرارات إلى الشعوب ويبلور اتجاهات ومواقف الشعوب حتى يستفيد منها صناع القرارات[24]

     و في المقابل من ذلك تكرس النظم السياسية كلها مساحات و أوقات في وسائل الاتصال المشكلات الحكومة، وقد وجد لقائمون بالاتصال في الاهتمام المشترك من أفراد الشعب كلهم، الذي تحظى بها أنشطة الحكومة سبيلا للوصول إلى المزيد من القراء والمستمعين والمشاهدين. ويرى السياسيون الذين يعدون من جهة القائمين بالاتصال السياسي أنهم يحتاجون إلى قنوات 

اتصال جماهيري تحظى بمصداقية الجماهير، لذلك أصبحت وسائل الإعلام منابر لرجال السياسة والقادة لنشر أرائهم ومحاورة الجمهور وخاصة عندما يتعلق الأمر بمناقشة القضايا بين الحكام والمحكومين من جهة وتبادل الأفكار ا ومناقشة القضايا لتي تهم المجتمع بين الجمهور ورجال السياسة من جهة أخرى[25]

    إن الإعلاميين يرون إنه لا يمكنهم تأدية مهمتهم في الاتصال السياسي دون أن يكونوا على صلة بالسياسيين للحصول على الأخبار والتعليقات فهم بذلك مشاركون في العملية السياسية، فالعلاقة الارتباطية بين الاتصال والسياسة هي خاصية ملازمة لكل النظم على اختلاف فلسفاتها السياسية والاتصالية، وجعلت وسائل الاتصال تتأثر إلى حد كبير بالقرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية والداخلية للدول المعاصرة، كما أن الصراعات الدولية في النظام الدولي القائم أثرت بدورها على وسائل الاتصال من حيث وظائفه ومضمونه وحجمه لكونه سلاحا في يد صانع السياسة الخارجية لهذه الدول[26]

3-            اهم نماذج الاتصال السياسي:

·       النموذج الاستراتيجي:

    قبل أن تدخل عبارة الاتصال السياسي عالم الانتشار و تعرف هذا التطور بالشكل الذي يعرفه عالمنا الحالي ، لا بد أن نشير إلى أن استعمال هذه العبارة كان نتيجة اجتهادات بعض الفاعلين السياسيين الذين قاموا بوصف كل تبادل معلوماتي بين الحكام و المحكومين بهذه العبارة ، فكل أعمالهم الأولى حول الموضوع قد تم جمعها و إدراجها ضمن النموذج الاستراتيجي للاتصال السياسي ، فعليه يمكن القول:

    بأن مصطلح "استراتيجي" يعني عملية اتصالية موجهة نحو أهداف موافقة لمصالح الفاعل أو القائم بالاتصال، أي أن العملية الاتصالية هنا تأخذ طابع الإستراتيجية التي وضعت لنفسها أهداف و التي تسخر مجموعة من الوسائل لبلوغ هذه الأهداف بنجاح.

    و هذا النموذج يصب اهتمامه على وضعيتين صعبتين قد تعترض الحياة السياسية و التي قد تمر بهـا الأنظمة السياسية عندما تكون في حالة الحرب، أو في حالة الصراع و التنازع للاستيلاء على الحكم.


   لقد اعتبر عالم الإستراتيجية " Clausevitz"  الحرب على أنها استمرار للسياسة و لكن هذا لا يكون إلا بوسائل أخرى، إن لإدماج الحرب و إلصاقها بصفة ضيقة بالحياة السياسية له تأثير مباشر على الاتصال السياسي ذلك أنه لهزم العدو أثناء الحروب أوفي حالة التغلب على الخصم و الظفر بالحكم و السلطان ، لابد من أن يكون للحكـام درايـة بأهمية التواصل بهدف التأثير في الذين يتوجه إليهم بالكلمة (المحكومين) و أن ينقلوا لهم رسائل كقيامهم بتوجيه أرائهم و سلوكياتهم في اتجاه محدد باعتمادهم على استراتجيات تواصلية التي تعني أن الكلمة السياسية المرافقة للحرب أو لأية أزمة سياسية هي مرتبطة أساسا بفن إعداد الخطط الحربية أو السياسية أو القدرة على تجميع وتسيير عمليات عديدة قصد بلوغ هدف ما.

    إن النموذج الإستراتيجي، حسب "Cazenave Hugues"، يقوم على فكرة عدم مساواة الأطراف المتداخلـة فـي العملية الاتصالية السياسية، فالمرسل الوحيد في المجال السياسي عادة ما يكون هم الحكام، سواء كانوا قائدي جيوش أو من رجال السلطة أو في الطريق الوصول إليها ، فهم وحدهم المؤهلين لأخذ الكلمة و لكن في حالة ما لا يكون المرسل منتميا إلى الدائرة الضيقة للفئة الحاكمة و هذا يعني أنه خاضع لأوامر القائد و ضحية تلاعب و تضليل مـن طـرف زعيم الحرب، فالزعيم حسب " tzu Sun"، غالبا ما يعتمد على شبكة من الأعوان الذين يتولون مهمة التضليل و تحويـل للمعلومة الأساسية بتشويهها بقصد" تغليط "الرأي العام و نشر الأخبار الكاذبة لكسر صفوف العد.

    ففي كل الأحوال يكون المرسل هو الحاكم، في حين أنه يوكل للمحكومين دور المتلقين السلبيين، إنهم في كـل لحظة مدعوون لمساندة الأمير، لتعبئتهم و إحباط معنويات العدو أو للتصويت لصالح مترشح ما ، إن أهمية الكتابـات النظرية المعتمدة على النموذج الإستراتيجي تكمن أساسا في الدراسة المفصلة لمختلف تقنيات و الوسائل التي يسـتعملها الأمير لبلوغ أهدافه، و من ذلك مثلا كتاب فن الحرب ل "tzu Sun" الذي يعرض فيه أهم الأساليب التلاعبية المسـتخدمة من طرف الساسة الذين يطمحون في تلميع صورتهم أمام جمهور الناخبين أو تشويه صور الخصوم كما يعرض كل الوصفات الصالحة لتشويه و توجيه و إخفاء، و تعزيز أو التلاعب بالواقع الموضحة في الشروط التي لا تزال صـالحة اليوم.

·       النموذج النسقي:

  

 

  إن النموذج النسقي يحلل الاتصال السياسي بوضعه في مجموع الأنساق التي يتفاعل معها (النظـام السياسـي، الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي و المكونة للمجتمع). هذا النموذج يعرف إذن الاتصال السياسي كعملية تبادل المعلومـات بين مختلف الأطراف المشكلة للنظام السياسي كبنية مستقلة نسبيا هذا من جهة و بين النظام السياسي كله وما يحيط به من جهة أخرى.

    يمكن أن نستشهد في هذا المضمار بدراستين بـارزتين: الأولـى لــ" Almond A.G" و" Colemen. G.Y .K.W Deutsch"، تنتمي الدراسة الأولى إلى التحليل الوظيفي إذ ترى أن الاتصال السياسي بالنسبة إليها ما هو إلا وظيفة سياسية تختلف عن وظيفة الإدماج، و الحس الاجتماعي و التجنيد و هذه الوظيفة مدروسة وفق 4 معايير التي يمكن تلخيصـها فما يلي هي:

-       تجانس المعلومات السياسية Cohérence des informations politiques.

-       تحرك المعلومات السياسية  Mobilité des informations politiques.

-       حجم المعلومات السياسية  Volume des informations politiques.

-       اتجاه المعلومات السياسية Direction des flux des informations politiques.

-       على ضوء هذه المعايير، قام الباحثان بعقد مقارنة بين الأنظمة السياسية من خلال طبيعة الاتصال السياسي المتبنى في مختلف الأنظمة المدروسة، و انتهوا إلى إبراز أوجه الاختلاف بين الأنظمة الديمقراطية و الشمولية من جهة، و كذلك بين البلدان الصناعية و البلدان السائرة في طريق النمو.

·       النموذج السلوكي:

    يقول" Gazenave" أن لهذا النموذج علاقة مباشرة بنظرية "الإبرة تحت الجلدية" الذي يعود الفضل في وضـع أسسها "lasswell " كما لها ارتباط وثيق بأعمال "Lazarsfeld" في الثلاثينات و الأربعينات ، إذ كان ينظر وقتئذ إلى المجتمع كمجتمع جماهيري يتكون من أفراد سلبيين، منعزلين، مذررين و يتقبلون دون مقاومة كل ما تبثـه وسـائل الإعلام من أراء ومواقف ونماذج سلوكية.

   يقوم النموذج السلوكي على برنامج بحوث أمبريقية هدفها إثبات أو نفي هذا التصور لعلاقـة وسـائل الإعـلام بالجمهور، لقد لخص "Lasswell " هذا البرنامج في سلسلة من الأسئلة الشهيرة: من، يقول ماذا، بأية قناة وبأي تأثير؟

  

 

 فالاتصال السياسي في هذا النموذج يعرف على كونه علاقة قائمة بين مرسـل (مـن؟ ) و رسـالة (مـاذا؟ ) و مستقبل (لمن؟)، قناة (بأية قناة؟) و ذات تأثير (بأي تأثير؟) إذ ينظر هذا التعريف إلى الاتصال السياسي كعملية خطيـة لانتقال المعلومات و هو يصب كل اهتمامه على العنصر الأخير من سؤال "Lasswell " و هو عنصر التأثير الذي استقطب اهتمام معظم الدراسات الإعلامية لما بعد الحرب العالمية الثانية و في مقدمة التأثيرات التي ستجلب اهتمام الباحثين الذي انصب أساسا على موضوع الدعاية الحربية و فيما بعد انتقل اهتمام الباحثين إلى ما يسمى بتأثير الحملات الانتخابية بفضل الأعمال التي قام بها "Lazarsfeld " آنذاك، إن هذه الأبحاث كانت بمثابة مقدمـة لظهـور نظريـة التأثير المحدود التي أوضحت بصفة جلية ميكانيزمات مقاومة الأفراد أثناء تعرضهم للوسائل الإعلامية ، لقد كانت هذه النظرية بمثابة النظرية المفندة لنظرية التأثير المفرط أو الإبرة تحت الجلدية. إنها ترتكز على المستقبل و ميكانيزمـات مقاومة الجمهور لتأثير وسائل الإعلام اعتمادا على ما أسماه هؤلاء الباحثون بانتقائية التعرض، و انتقائية الإدراك و كذا انتقائية التنكر لدى الأفراد فضلا عن متغيرات أخرى كالسن، و الانتماء السياسي و شبكة العلاقات الشخصية التي تحد من آثار وسائل الإعلام.

    و تؤكد هذه النظرية على أهمية الجماعات الأولية في تكوين الآراء السياسية للأفراد و انتقاء المعلومـات التـي تأتيهم من وسائل الإعلام. وهذا ما جسدته نظرية التدفق على مرحلتين" Lazarsfeld " و دور قادة الرأي في الوسـاطة بين وسائل الإعلام  و الجمهور.[27]

    و هذه أهم النماذج بالإضافة إلى: النموذج النقدي و النموذج التحاوري و النموذج التقني.

4-            ميكانيزمات الاتصال السياسي بالجماهير:

     يرى لاسويل أن المجتمع يشبه الهرم حيث يوجد الحكام و هم الصفوة في قمة هذا الهرم و جماهير الشعب   في القاعدة، بينما نجد الخبراء و المختصين في الوسط، بين الرأس و القاعدة، و تجري عمليات الاتصال على أساس أن لكل امة نظام سياسي معين، يتكون من الصفوة و هم مسؤولون عن إصدار القرارات و الإشراف على مقدرات الدولة و مواردها الاقتصادية و البشرية، و يمكن للقوة الحاكمة أن تستخدم الاتصال و القوة و التنظيمات من اجل تحقيق أهداف الدولة، فالاتصال هو استخدام الرموز لتنفيذ السياسة[28]

 

 

   و وفقا لإحدى الدراسات السياسية الحديثة يمكن أن نميز بين خمسة أنواع من أبنية الاتصال السياسي و هي:

-       الاتصال المباشر غير الرسمي.

-       الأبنية الاجتماعية غير السياسية: الأسرة، المدرسة، جماعة الأصدقاء و غيرها.

-       أبنية المدخل السياسي: الأحزاب السياسية، المنظمات التي تتخصص بدرجة تزيد او تقل في جانب المدخلات السياسية في العملية السياسية.

-       أبنية المخرجات السياسية: كالأجهزة التنفيذية، البرلمان، الجهاز البيروقراطي.

-       وسائل الاتصال الجماهيري كالإذاعة و التلفزيون و الصحف و المجلات، و هذه الأبنية تقوم جمعا بوظائف اتصالية عديدة في إطار النسق السياسي، عن طريق قيامها بنقل القيم المعلومات و توجيه المشاعر تجاه الموضوعات السياسية من الإباء و الأبناء سواء بشكل ظاهر أو كامن، و نعني بالأسلوب الكامن في التنشئة هو "نقل المواقف غير السياسية التي تؤثر في المواقف تجاه الأدوار و المواقف المشابهة في النسق السياسي". 

 

5-             أبعاد وسائل الاتصال و السياسة: و يمكن معالجة العلاقة بين الاتصال و السياسة من خلال النقاط التالية:

·       البعد السياسي لوسائل الاتصال:

    تعتبر التصرفات ومظاهر السلوك السياسي للمواطن ذات طابع اتصالي في الأساس ، فكل سلوك سياسي يتضمن نشاطا اتصاليا، و ذلك خلال تعرض المواطن في المجتمعات المعاصرة وعلى نطاق واسع للمضامين و التعليقات السياسية التي تحملها وسائل الاتصال الجماهيري. ويضيف " كارل دويتش " عن هذا الواقع و ما يرتبط به من أثار سياسية بقوله : " لقد أصبح الناس بفضل الاتصال في القرى البعيدة و المناطق النائية يعلمون بما يحدث في كل مكان، ويكونون وجهات نظرا و أراء خاصة بهم و لم يعد الزعماء السياسيون يمارسون السلطة بنفس الطريقة التي كانت تجري من قبل.

·       وسائل الاتصال و المعرفة السياسية:

    لقد أكد "ماكلويد" أن ثمة علاقة ارتباطية بين التطور الضخم لوسائل الاتصال و بين المعرفة السياسية، كما وصل "إيليا حريق" إلى أن هناك علاقة ارتباطية واضحة بين استخدام الاتصال

 

الجماهيري وبين المعرفة السياسية لدى الأفراد. فالاتصال ليس مجرد وظيفة للنظام السياسي، و ليس مجرد نظاما يرتبط بعلاقات متبادلة مع النظم السياسية و الثقافية و الاجتماعية، و إنما الأساس هو المادة التي تتكون منها العلاقات الإنسانية، و من هنا يصبح لوسائل الاتصال الجماهيري دور وظيفي في إطار العملية السياسية والاجتماعية

·       العلاقة بين وسائل الاتصال و التنمية السياسية:

    يمكن تعريف التنمية السياسية بأنها برنامج عمل يستهدف تخليص المجتمع من التخلف السياسي بكل سماته، كما أنها تزايد معدلات التباين و التخصص في الأبنية السياسية و تزايد علمانية الثقافة السياسية من خلال إيجاد نظم تعددية على شاكلة النظم الأوروبية الوطنية و ترسيخ مفاهيم الوطنية و الولاء للدولة السيادة القومية. و مما لاشك فيه إنه إذا استخدمت وسائل الاتصال الجماهيري بشكل مناسب فيمكن لها أن تدعم التنمية السياسية و ذلك بالمساهمة في إمداد الجمهور بالمعلومات و الحقائق و الخبرات اللازمة، فالإنسان يسعى لإشباع حاجاته السياسية، ووسائل الاتصال قادرة على تدعيم الوعي الجماهيري السياسي و ذلك بإمداده بالمعلومات والخبرات و الحقائق و الأحداث السياسية بدقة و مصداقية و هذا هو المناخ الملائم للتنمية السياسية، وبالتالي تأهيل الجمهور بالشكل الملائم للمشاركة السياسية و أيضا المشاركة في عملية اتخاذ القرارات و التعبير السياسي. و يمكن أن يتم ذلك بتطوير القيم السياسية في إطار الاتجاه نحو المجتمع الحديث ، و هكذا فكلما زاد التعرض لوسائل الاتصال كلما زاد النقاش السياسي و بالتالي المشاركة السياسية.

·       السيادة في ظل المجتمع المعلوماتي :

    الدولة هي ذلك التنظيم السياسي والقانوني المتكامل للجماعة البشرية وهي تتولى حماية امنها وامن المقيمين عليها داخليا وخارجيا ، ومن ثم فهي تحتكر كل أدوات القوة الأمنية والعسكرية وغيرها من أدوات القمع والإكراه ، مما يمنحها قوة مادية على جانب كبير من الأهمية تضمن بها تنفيذ قراراتها و أوامرها [29]

    يعتبر الأستاذ كولار أن الأركان الثلاث ( السكان ، الإقليم ، السلطة ) هي عناصر سوسيولوجية أساسية لتكوين الدولة، و لكن الدولة لا تتحدد فقط بهذه العناصر بل لابد من توفر

 

 

عنصر السيادة كسلطة عليا لا يسمو عليها شيء و لا تخضع لأحد ولكن تسمو فوق الجميع وتفرض نفسها على الجميع[30]

    السيادة هي حق الدولة بممارسة اختصاصاتها و إدارة علاقتها مع الدول الأخرى بحرية تامة ودون الخضوع  لأي سلطة أجنبية و السيادة من صفات و امتيازات الدولة المستقلة و هي و لا تتعارض مع الالتزامات الناشئة عن العلاقات التعاقدية الدولية كالمعاهدات و الاتفاقيات و مبادئ القانون الدولي العام و الأعراف الدولية ، لان القيود التي تنطوي عليها تشمل جميع الدول المتعاقدة و تخدم مصالحها المشتركة[31].

    إن التعاريف السابقة تظفي نوعا من القداسة على الدولة و شكلا من أشكال التلازم و التكامل بين المفهومين بين الدولة و السيادة فلا دولة بدون سيادة. فتحولات التكنولوجية طرحت تحديا على ذات المفهوم ، بسبب التسارع في حدة الاختراق المتواصل بفعل التأثير الذي تمارسه تكنولوجيا الاتصال و المعلوماتية .

حسب الأستاذ وليد عبد الحي الذي فسر ازدواجية الدور الذي لعبته التكنولوجيا إلى مرحلتين[32]:

مرحلة التمكين: لعبت التكنولوجيا دورا في تمكين الدولة من مركز السلطة و ذلك من خلال استثمار و احتكار كافة أدوات القهر و الضغط الداخلي و تطويعها للمشاركة في الحركة الخارجية ، فسرعة الوصول إلى سرعة الاضطراب بفعل التكنولوجيا جعلت السلطة السياسية أكثر قدرة على الحركة و سهولة ربط أقاليمها النائية ببقية أقاليم الدولة و كذا ساهمت في إيجاد قنوات متزايدة لأيديولوجية الدولة التي تتدفق من خلالها إلى عقول المواطنين و هو ما يساهم في بشكل كبير في خلق التماسك و التضامن الداخلي ، و ما إن تتمكن السلطة من تطويع الوجود السياسي حتى تنطلق عبر الحدود ،فقد كانت الدولة القومية قادرة على أحكام الطوق على مجتمعها من خلال تسلسل القيم و أفكار و توجيهها طبق لرؤيتها الخاصة .

مرحلة التراجع: في ظل التدفق المعلوماتي و التأثير التكنولوجي بدا الحديث عن تراجع قدرة الدولة عن سادتها الوطنية حيث يستدل الكاتب بالمنطقة العربية و ما تتعرض له من غزو على مستوى ذات الوسائل ، سوف يساهم في أضعاف قدرة الدولة في التحكم والسيطرة على شعوبها نتيجة إلى انفتاح هذه الشعوب على أحداث العالم ونظمه وثقافته والحركات الفكرية المتلاطمة بما في ذلك الحركات التي تدعو إلى التمرد على الأوضاع السياسية مما يجعل المواطن العادي كأنه مواطن في العالم ككل أكثر منه مواطن في دولة قومية معينة ومحددة جغرافيا[33].

لقد أصبحت الثقافة والسلوك والجريمة والسياسة عابرة للحدود القومية ، توفر خاصية نهاية الحدود الجغرافية بالمجتمعات وبالتالي التحرك بدون قيود ، مما يتيح إمكانية التفاعل الاجتماعي عن بعد .

إن ربط الملايين من البشر والمنظمات عبر شبكات الحواسيب يحول الشبكة الالكترونية إلى شبكة اجتماعية كونية ، حيث يرى ميتشل أن فكرة الطريق السريع للمعلومات ذو سرعة قد أسس على فكرة اجتماعية مفادها أن المجتمع المعلومات قائم على التبادل المعلوماتي ـ كما أن المعلومات الإنسانية تبادلية ، لقد أدى مفهوم السيادة الوطنية تحت تأثير ثورة الكومبيوتر والانترنت إلى تراجع دور الدولة كفاعل أساسي في العلاقات الدولية لصالح فواعل جديدة التي تنتج عناصر التكنولوجية الجديدة من الشريحة الدقيقة إلى الحواسيب العملاقة والشخصية والبرمجيات والأقراص الممغنطة أن تحمل معرفة عابرة للقارات فاستطاعت عديد الشركات أمثال ميكروسوفت على فرض هيمنتها التكنولوجية والتدخل في شؤون الكثير من الدول ، والتأثير في سياساتها الداخلية مما يكون اثر سلبي على سيادة الدولة .لقد ألغت ثورة الاتصالات كافة أشكال الحدود والرقابة[34]

6-            إسهامات تكنولوجيا الإعلام والاتصال على الأنظمة السياسية المعاصرة:

·       زيادة قوة المواطن العادي في مواجهة السلطة السياسية، كونه أصبح أكثر إحساسا بقدراته الذاتية في مواجهة السلطة السياسية وذلك من خلال شعوره بمعايشته كل ما يجري من أحداث في نطاق العملية السياسية.

·       زيادة قوة الحقوق المعنوية التي يتمتع بها المواطن في هذا العصر ، فلم يعد يتمسك بحق الرأي بل حرية تداول المعلومات في كل اتجاهاتها الأمر الذي جعل التعامل الاتصالي الذي يقوم على الحوار والإقناع ضروري في ممارسة الحياة السياسية كبديل عن الأساليب الأخرى .

·       أدت حركية هذه الوسائل ووفرة هذه المعلومات خاصة في المسائل السياسية إلى زوال حاجز السرية بصدد المعلومات السياسية ، فلم يعد النظام السياسي قادرا على إخفاء بعض المعلومات ، وأصبح مجبرا في كثير الأحيان مطالبا بتقديم تصريحات للمواطنين

 

·       خاصة في كثير النقاط يقدمها الخارج ، ولم يعد قادرا بتذرع لحماية الأمن الداخلي القومي كون معظم  معلومات المتعلقة بهذا متاحة لكثير الدول .

·       اتساع نطاق الموائمة السياسية  أمام صانع القرار السياسي الأمر الذي يؤدي إلى تعقيد العملية السياسية وهنا تبرز الحاجة إلى المؤسسات السياسية التي تقوم بدورها في هذا المجال .

·       زيادة مشكلة صنع القرار السياسي ، فمع هذا الكم الهائل من المعلومات التي تصل إلى صانع القرار تزداد مهمته أكثر تعقيدا سواءا في تحديد المشكلة أو الإلمام بعناصرها ، أو حتى البدائل المقترحة .[35]

الديمقراطية الجديدة :

إن التكنولوجيا الجديدة تسعى لتمكين الجميع في الاشتراك في الشبكات الالكترونية والوصول إلى المعلومات والاتصال فيما بينهم وبسهولة وفعالية وبأقل تكاليف ، ورفع المردودية العمل وتحسين المهام في  كل الخدمات من خلال :

-المواطن الرقمي : إن تأثير التكنولوجيا أتاحت ما يسمى بالمواطن الرقمي الذي ينجز جميع أعماله اليومية من العمل إلى الشراء والبيع والتسلية والترفيه واستخراج الوثائق الإدارية الإلكترونية ، وأصبحت له صفة العالمية التي تحدها الحدود الالكترونية بدل الجغرافية ، لان التكنولوجيا غيرت المفهوم القديم للسيادة ، هذا المواطن البذي يحتم تغييرا في التعامل السياسي وذلك من خلال :

1 الحكومات الالكترونية : وهي الحكومات التي تستطيع أن تستجيب إلى طلبات المواطنين الكترونيا ، وبناءا على هذا يجب أن يكون لديها موظفون إلكترونيون ومسؤولون لتقديم إجابات فورية خاصة عن طريق البريد الإلكتروني لتحقيق التفاعل بين الحاكم والمحكوم والمواقع الإلكترونية ، وذلك من خلال وضع جميع المعلومات والوثائق لتسهيل الحصول عليها وزيادة فعالية الأداء الحكومي وتحقيق الرضى الوظيفي[36].

2 البرلمان الالكتروني : وهو البرلمان الذي يمكن المواطنين من متابعة جلساته وأشغاله عبر الشبكة ويفتح المجال لتلقي التعاليق والآراء والرغبات ، أي أتاحت للمواطن مكان في التسيير

 

واتخاذ القرارات ، وجدت نفسها محكوم عليها بمواجهات ضغط المواطن الرقمي في شكل معارضة الكترونية عندما تعجز الحكومات والأحزاب عن تقديم إجابات لتساؤلات الناس وانشغالاتهم [37].

تأتي أهمية الموقع الالكتروني من منطلق نظرية الديمقراطية الذي يعبر احد اتجاهاتها على شكل نظام العمل وصنع السياسة، بما ينصرف إلى القواعد الأساسية المتعارف عليها للديمقراطية ، مثل سيادة القانون ، التعددية السياسية والاجتماعية ، والتسامح ، والتعبير الحر ،والحريات وحقوق المواطنة .

ولعل ثقافة الاعتماد على هذه الوسائل جاء كأحد آليات المحاسبة في مواجهة السلطات العامة ، ومظاهر الشفافية في عملية صنع القرار والالتزام بسيادة القانون والقدرة على تعزيز المشاركة واحترام حقوق الإنسان ومكافحة الفساد من خلال تأكيد قيم الشفافية وتحسين فرص المحاسبة الشعبية ، كما أن ثقافة المواقع الإلكترونية للرجل السياسي ""ومؤسساته من العوامل المساعدة على ربطه بما يحدث في الواقع والالتفاف مع المواطنين عن طريق الرسائل الالكترونية من خلال هذه المواقع بما يؤكد على تبني فكرة قناة لجس نبض الشارع السياسي قد تكون مصدرا رئيس لمعلومات الرجل السياسي، زيادة على هذا يعتبر أداة فعالة في الاتصال المباشر بالجماهير وإمكانية التعرف على سياسات الحكومة وتصريحات رئيس الجمهورية علاوة على التنسيق بين الكفاءات والمهارات المشتركة بين العاملين بالأجهزة والإدارات البرلمانية[38].

التصويت الالكتروني: استخدام الانترنيت والهاتف المحمول والثابت في عملية التصويت في الانتخابات إلى جانب إعداد الجداول الانتخابية وقواعد بيانات الناخبين وتنقيتها وفرزها وإعلان النتائج بصورة الكترونية وهذا لا يزال محدود في دول أمريكا وكندا وبريطانيا

مواقع التوقيعات الالكترونية : تتيح هذه المواقع فرصة التسجيل والتوقيع لعدد كبير من الأفراد الذين يطالبون بتغيير سياسة معينة ، حيث يعتمد على كم التوقيعات التي يتم جمعها والتي تعد نوع من المعارضة السلمية وهي إحدى أهم آليات الضغط السياسي التي تستخدمها جماعات الضغط الأمريكية على أعضاء الكونغرس الأمريكي[39].

 

 

ففي النرويج تمنح بطاقة الكترونية لكل ناخب تشبه بطاقة الائتمان وتسجل عليها اسمه وعنوانه في الشريحة الإلكترونية ، بجانب كل المعلومات المطلوبة عنه وعند دخول الدائرة الانتخابية يضع بطاقته في مكان خاص متصل بجهاز كومبيوتر الذي يقوم بمقارنة المعلومات المسجلة في البطاقة مع سجل الناخبين للتعرف على الناخب وإلغاء اسمه.

وفي أمريكا تستعمل المواقع الانتخابية على الانترنيت التابعة للولايات والهيئات الفدرالية تسهل للناخبين عمليات المشاركة ومتابعة فرز الأصوات واستخدام البريد الالكتروني في توصيل وجهات نظر المترشحين إلى الناخبين وظهرت حينها عشرات المواقع على الانترنيت واستخدمت تقنية المؤتمرات الالكترونية في تنظيم حملات انتخابية قوية على المشاركة وأصبح ممارسة الحق الانتخابي الكترونيا من خلال التصويت عن طريق الشبكة وبالتالي أصبحت ثورة جديدة في المجال السياسي[40].

 المبحث الثالث: الرهان الثقافي.

إن الإجابة التقليدية على السؤال الآتي: " ما الذي مهد الطريق لتغير ظروف الإنسان تغيرا خلال القرنين الأخيرين؟" البعض يجيب ب" تقدم العلم" لكن الإجابة الصحيحة هي على الأرجح " التغير الجوهري لمفهوم التكنولوجيا".

اتخذ كل من العلم والتكنولوجيا مكانة مهمة في المجتمعات المعاصرة، فامتد تأثيرهما إلى كل مجالاتها ومستوياتها الظاهرة والخفية؛ وبذلك أصبحا يمثلان تحدياً لكل أنساق الثقافة، بل للإنسان ذاته، وعليه فهما يقدمان قيماً جديدة تحدد الوجود الثقافي للإنسان.


و لفهم هذه السيرورة وآليات فعلها يسعى جون لادريير الإجابة عن سؤالين أساسيين: أولاً، ما هي العلاقات الممكنة بين العلم والتكنولوجيا الناتجة عنها؟ وثانياً، ما هي آثار التكنولوجيا على الثقافات عامة؟ 
لقد حان الوقت للاهتمام بهذه التفاعلات، بحيث نعيد وضع العلم والتكنولوجيا في السياق والأكثر اتساعاً، كما سنعني بالخصوص التفاعلات مع الثقافة.

أ-علاقة العلم بالتكنولوجيا(2):

انتقلت التكنولوجيات من كونها حرفة إلى فرع من فروع المعرفة، بعدما تعاقب ظهورها و تطورها السريع من

 

الثورة الزراعية إلى صناعية ثم طبية على التوالي. فقد كان و لا يزال لها تأثير على العلم الذي تحول بظهور

التكنولوجيا المنهجية، فبعد أن كان العلم يعرف بأنه " البحث المنهجي للمعرفة العقلانية"، تغير فحوى المعرفة من " الفهم" ليصبح التركيز على عقل الإنسان أي "التحكم" و التطبيق في التكنولوجيا، و عليه بدلا من أن يلتفت العلم إلى المشاكل الميتافيزيقية الأساسية، أصبح يشير إلى المسائل الاجتماعية و السياسية و الثقافية، الأمر الذي لم يكن يقدم عليه إلا نادرا.

و منه فالتكنولوجيا وطدت نفسها كقوة تسود العلم، و حدث تزاوج العلم بالتكنولوجيا و ليس تزاوج التكنولوجيا بالعلم، و مع هذا فقد جاءت في جميع الأحوال مع الثورة التكنولوجية التطبيق و المعرفة، المادة و العقل، الأداة و الهدف، المعرفة و التحكم.

فالتكنولوجيا تستمد أهميتها في الوقت الحاضر من أنها تربط عالم الممارسة بعالم المعرفة، التي أصبحت في مركز الدائرة، في حين أنها كانت مبعثرة حول الأطراف.

ب- التكنولوجيا و الثقافة:

هناك شيء واحد أساسي لا نعرفه عن الثورة التكنولوجية، و هو: ما الذي أحدث التغير الجوهري في المواقف والمعتقدات و القيم؟ فالمسؤولية في رأيي تقع على التغير الهائل في طريقة العالم في النظر إلى هذه الأشياء(1).

فمن الممكن أن نفهم لفظ الثقافة بمعناه الأوسع، الذي تعطيه إياه الأنثروبولوجيا الثقافية: يتعلق الأمر إذن بمجموع المؤسسات؛ سواء في طابعها الوظيفي أو المعياري، التي من خلالها، تعبر عن نفسها الكلية الاجتماعية، والتي تمثل بالنسبة للأفراد المنتمين لهذه الكلية، الإطار الضروري الذي يشكل شخصيتهم، ويحدد لهم إمكانياتهم ويخط لهم، بطريقة ما وقبلياً، خطاطة الحياة التي من الممكن أن يندمج فيها وجودهم العياني، والذي يمكن عبره أن تتشكل فعلياً.  ليست الثقافة، من هذا المنظور سوى المجتمع ذاته، باعتباره واقعاً موضوعياً.  يفرض على الأفراد، الذي يشكلون أجزاءه، نمطاً من الوجود.  ومن البديهي أن تكون أنساق المعرفة والأنساق التكنولوجية أجزاءً من الثقافة بهذا المعنى.  كما أن المؤسسات ذات الطابع السياسي والاقتصادي هي جزء منها كذلك.  فضلاً عن هذا يمكن فهم لفظ الثقافة بمعنى ضيق أكثر، بحيث يدل على مجموع العلوم التي تمكن الفرد، ضمن مجتمع معين، من بلوغ درجة من تطوير حساسيته، وحسه النقدي، وملكاته المعرفية، وقدراته الإبداعية، باختصار، يبلغ درجة من النمو في شخصيته.  ويمكن اعتبار العلم وبعض أوجه التكنولوجيا جزءاً كذلك من الثقافة بهذا المعنى، بيد أن الأمر لم يعد يتعلق، هذه المرة، سوى بمجال جد خاص من الحياة الاجتماعية(2).

 

 

_____________________

(1)- بيتر.فدروكر، المرجع السابق، 244.

(2)- [http://www.anfasse.org]، 02/04/2017.

 

خاتمة: 

  و في الختام نستخلص أن تحديات إرساء مجتمع تكنولوجيات الاعلام والاتصال  في ظل السيل الجارف للعولمة، أكبر بكثير مما قد يتصوره البعض، كما أن انعكاساته و تأثيراته على الحياة الاجتماعية تتعدد و تختلف في حدتها من مجال لآخر، و هو ما يجعل من الصعب التكهن بما يخفيه المستقبل من أشياء جديدة، و ما يمكن أن يفرضه علينا من رهانات جديدة، و تغيرات حديثة خاصة في الجانب الثقافي و الاقتصادي  والسياسي .

ويرى العديد من الباحثين ان مجتمع الذي فرضته تكنولوجيا الاعلام والاتصال ماهي الا امتداد للعولمة والقيم الامبريالية فحسبهم يعتبر عاملي انفجار تكنولوجيا الاتصال الحديثة وعولمة الاقتصاد من بين المحركات الاساسية للاقتصاد العالمي الحديث كما يرى البعض الاخر انها العامل الذي يسهل حدوث العولمة ، فذا كانت العولمة تهدف إلى ازالة الحدود بين الدول وحرية انتقال السلع والاشخاص وفتح الاسواق العالمية فان تكنولوجيات الاعلام والاتصال من اهم الوسائل التي تتيح تحقيق ذلك لانها تجعل كل الاتصالات والتعاملات المختلفة والعمليات التجارية ،زيادة على هذا يبقى الجانب السياسي رهينة هذه التكنولوجيات دون الفهم الحقيقي لعناصر العملية الاتصالية والسياقات التي تتم فيها .

اما على مستوى الثقافة  فضرورة إنتاج المحتوى و المضمون المعرفي و العلمي و الثقافي، الذي سيتم تداوله و تناقله عبر قنوات و شبكات هذا المجتمع المعلوماتي، لأن الاعتماد على المضامين و المعلومات التي تأتي غالبا من العالم الغربي ، تجعلنا عرضة لمخاطر التغريب و الغزو الثقافي، و هو ما يتعارض مع طموحات إقامة الدولة الوطنية التي تقوم أساسا على وجود وحدة ثقافية بين أفراد المجتمع، كما يعرضنا هذا كذلك إلى التبعية التامة لمنتجي المحتوى و المزودين بالمضمون(الرقمي)، و هو ما يساهم كذلك في تراجع الإبداع و التطوير الذاتي في مختلف المجالات، و يجعلنا مستهلكين بشكل دائم و مستوردين لما ينتجه الآخر، حتى و إن كان متعلقا بمجتمعاتنا، فقد أصبحنا في الكثير من الأحيان نلجأ إلى مصادر معلومات و إحصائيات و تقارير قامت بها هيئات أجنبية حول شؤون و قضايا خاصة بنا، و لهذا فإنه من الأهمية بمكان الاعتناء بإنتاج المضامين من معارف و معلومات بنفس القدر الذي نعتني به بالتجهيزات التقنية و البنيات التحتية.


قائمة المراجع :

قائمة الكتب :

(1)- محمد، فتحي عبد الهادي، "المعلومات وتكنولوجيات المعلومات على أعتاب قرن جديد"، القاهرة: مكتبة الدار العربية للكتاب، 2000.

(2)-  فضيل ،دليو، "وسائل الاتصال و تكنولوجياته"، الجزائر: منشورات جامعة منتوري،  [د.س.ن]،147.

(3)- محمد، منير حجاب، الموسوعة الإعلامية، ج2، القاهرة: دار الفجر للنشر و التوزيع، 2003.

(4)-  ربحي، مصطفى عليان، و محمد، عبد الدبس ، وسائل الاتصال و تكنولوجيا التعليم، الأردن: دار الصفاء، 1999،.

 (5)-  مفتاح، محمد دياب، "معجم  مصطلحات نظم و تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات"، القاهرة: الدار الدولية للنشر، 1995.

(6)- عبد الهادي، محمد فتحي، "مدخل إلى علم المعلومات"، الرياض: دار المريخ، 1985.

(7)- الهجرسي، سعد، "المكتبات و بنوك المعلومات في مجمع الخالدين"، القاهرة: البث العربي للمعلومات، 1985.

(8)- حمدي، قنديل، "اتصالات الفضاء"، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1985.

(9)-  ستيفن، لاكس، ترجمة: دار النشر للجامعات،  "الإعلام و تكنولوجيا الاتصال" ،القاهرة : دار النشر للجامعات، 2013.

(10)- عامر إبراهيم قندلجي،  فاضل السامرائي، "تكنولوجيا المعلومات و تطبيقاتها" ، الأردن: دار الوراق للنشر و التوزيع، 2009.

(11)-  بهاء، شاهين، "الانترنت والعولمة" ، القاهرة : عالم الكتب ، 1999.

(12)- أسامة يوسف، أبو الحجاج، "دليلك الشخصي إلى عالم الانترنت"، القاهرة: نهضة مصر للطباعة، 1998.

(13)- شريف، درويش اللبان، "تكنولوجيا الاتصال المخاطر و التأثيرات الاجتماعية "، [د.م.ن]،[د.د.ن]، 2000.

(14)- أسامة أمين ربيع سليمان ، معوقات انتشار التجارة الالكترونية في مجال التسويق ، مصر ، 2004.

 (15)- بهاء شاهين ، العولمة والتجارة الالكترونية ، ط1، دار الفاروق للنشر والتوزيع ،2000.

(16)- مؤيد عبد الجبار الحديثي ، العولمة الإعلامية ، ط1، الأهلية للنشر والتوزيع ، عمان ، 2002.

(17)- إبراهيم بختي ، التجارة الالكترونية ، ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر ، 2008.

(18) - إبراهيم بختي ، التجارة الالكترونية ، ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر ، 2008.

(19)- فضيل دليو ، التكنولوجيا الجديدة للإعلام والاتصال (المفهوم – الاستعمالات – الآفاق )، ط1، دار الثقافة للنشر والتوزيع ، الجزائر ، 2010 .

 (20)- محمد إبراهيم عبيدات ، أساسيات التسعير في التسويق المعاصر ، ط1، دار النشر والتوزيع ، الأردن ، 2004، .

(21)- باسم غدير غدير، اقتصاد المعرفة، شعاع للنشر والعلوم،حلب، 2010 .

(22)- فليح حسن خلف، اقتصاد المعرفة، عالم الكتب الحديث، الأردن، 2007 .

(23)- نبيل علي، العقل العربي ومجتمع المعرفة مظاهر الأزمة واقتراحات للحلول،الجزء الأول،سلسلة عالم المعرفة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ،الكويت ،2009.

 (24)- جبار علاوي: الاتصال السياسي، عمان، دار المجد للنشر و التوزيع، 2015.

(25)-جهاد عوده: مقدمة في العلاقات الدولية المتقدمة، المكتب العربي للمعارف.

(26)- محمد بن سعود البشر: مقدمة في الاتصال السياسي، الطبعة الالكترونية الثانية، مكتبة العبيكان للنشر.

(27)- إسماعيل عبد الفتاح، محمد منصور هيبة، النظم السياسية و سياسات الاعلام، الإسكندرية، مركز الإسكندرية للكتاب،2004 .

(28)- عباسة جيلالي، سلطة الصحافة في الجزائر الحرية و الرقابة و التعتيم، تلمسان، دار الغرب للنشر و التوزيع، 2002 .

(29)-  الهاشمي مجد، الإعلام الدبلوماسي و السياسي، عمان، دار أسامة للنشر و التوزيع، 2009 .

(30)- نبيلة داود ،الموسوعة السياسية المعاصرة ...قضايا القرن 20 ،مكتبة غريب ،القاهرة ،1991.

(31)- غضبان مبروك، المدخل للعلاقات الدولية ، دار العلوم للتوزيع ، الجزائر ،2007.

(32)- سموحي فوق العادة ، معجم الدبلوماسية والشؤون الدولية ،مطبعة لبنان ،د ت.

(33)- وليد عبد الحي ، الدراسات المستقبلية في العلاقات الدولية ،ط1، شركة الشهاب للنشر والتوزيع ،1991.

(34)- احمد أبو زيد ، المعرفة وصناعة المستقبل ،ط1، المطبعة الحكومية ، الكويت ،2000.

(35)- محمد سعد أبو عمود ،الإعلام والسياسة في عالم جديد ،د ط، دار الفكر الجامعي ،الإسكندرية ،2008.

(36)- محمد لعقاب ،تأثير الانترنيت على العمل السياسي اوباما نموذجا ، منشورات دار الصبح ، 2009.

(37)- مجموعة من الخبراء ،البرلمان الالكتروني ،ط2،المنظمة العربية للتنمية الإدارية ،2008.

(38)- بيتر.ف. دروكر،"التكنولوجيا و الإدارة و المجتمع"، تر:د. صليب بطرس، (د.م.ن): الهيئة المصرية العامة للكتاب ،1976.

 

قائمة المذكرات :

 

(1)- جميلة، بدريسي، "تكنولوجيات المعلومات و أثرها على الشغل"، رسالة ماجيستر، معهد العلوم الاقتصادية، جامعة الجزائر، ماي 1994.

(2)- حديبي فضيلة، باندو سعيدة،" استخدام الانترنت من طرف الأساتذة الباحثين في الإعلام الآلي و الإلكترونيك والرياضيات، جامعة هواري بومدين" مذكرة لنيل شهادة الليسانس غير منشورة، جامعة الجزائر02، 2009 .

(3)- عبدالمالك زغبة ، تأثير التكنولوجيا على العلاقات الدولية ، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير  ، قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية ، جامعة الجزائر ، 2103.

(4)- بكر ياسين محمد اشتية، واقع اقتصاديات المعلومات في فلسطين وآفاقها، رسالة ماجستير، جامعة النجاح الوطنية، فلسطين، 2004 .

(5)- زينب شطيبة ، دور التسويق الالكتروني في دعم الميزة التنافسية في المؤسسة الاقتصادية ، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في علوم التسيير ، ورقلة ، 2004.

(6)- عزيز عبد الرحمان العتيبي ، أثر استخدام تكنولوجيا المعلومات على أداء الموارد البشرية ، أطروحة دكتوراه ، ملبورن ، استراليا ،2010.

 

قائمة المجلات والدوريات :

 

(1)- محمد، محمد الهادي، "نحو توظيف تكنولوجيا المعلومات لتطوير التعليم في مصر، أبحاث المؤتمر العالمي الثاني لنظم المعلومات و تكنولوجيا الحاسبات"، القاهرة: المكتبة الأكاديمية، 13-15 ديسمبر، 1994.

(2)- سعاد بومايلة، فارس بوباكور، "أثر تكنولوجيات الحديثة للإعلام و الاتصال في المؤسسة الاقتصادية"، مجلة الاقتصاد، العدد03، مارس 2004.

(3)- عزيز عبد الرحمان العتيبي ، أثر استخدام تكنولوجيا المعلومات على أداء الموارد البشرية ، أطروحة دكتوراه ، ملبورن ، استراليا 2010.

(4)- لؤي شبانة- تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ودورها في رسم المستقبل المستدام، ورقة بحثية مقدمة في المؤتمر الإحصائي العربي الثاني، طرابلس ، 2009.

(5)- كمال منصوري، عيسى خليفي- اندماج اقتصاديات البلدان العربية في اقتصاد المعرفة-المقومات والعوائق،مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا، جامعة الشلف،الجزائر،2006 العدد 4.

(6)- نبيلة بوخبزة: نماذج للاتصال السياسي، مجلة العلوم الإنسانية و الاجتماعية، العدد15/جوان 2014.

(7)- احمد محمود ولد سيد محمد، استراتيجيات الاتصال الاقناعي و تشكيل الرأي العام تجاه القضايا السياسية في موريتانيا، مذكرة لنيل شهادة الماجستير في علوم الإعلام و الاتصال، جامعة الجزائر 03، 2009-2010.

(8)- احمد محمود ولد سيد محمد، استراتيجيات الاتصال الاقناعي و تشكيل الرأي العام تجاه القضايا السياسية في موريتانيا، مذكرة لنيل شهادة الماجستير في علوم الإعلام و الاتصال، جامعة الجزائر 03، 2009-2010.

(9)- المنظمة العربية للتنمية الإدارية ،ملتقى دور الإعلام وتكنولوجيات المعلومات في دعم الديمقراطية وحرية التعبير كوالا لمبور ، ماليزيا ، 2001 .

(10)- شريف درويش اللبان ، تكنولوجيا الاتصال قضايا معاصرة (التأثيرات السياسية والاجتماعية ) ،كلية الإعلام،المدينة برس  ، القاهرة ،2003 .

(11)- تاريخ الزيارة 05-04-2017https://www.alaraby.co.uk يونس فلاح ، تكنولوجيا العمل عن بعد، مقال متاح على الموقع

 (2)- [http://www.anfasse.org]، 02/04/2017.

عن الكاتب

Karima Abba

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

جديد المعرفة الإنسانية